قبل أسبوع، حجّ الآلاف، على مدى ليلتَين، إلى الشوف (جبل لبنان) لملاقاة: أولاً، زياد الرحباني (الأغلبية الساحقة)، ثانياً، الموسيقى بأنبل معانيها وأجمل أشكالها عربياً (بالفطرة، الأغلبية الساحقة وبالسمع الجدّي، القلة القليلة)، ثالثاً، الترفيه (قلة متخومة منه وأكثرية متلهّفة إليه) ورابعاً، الدعوة والواجبات الاجتماعية أو المهنية على شكل حفلة (عدد لا بأس به من سياسيين وضباط وصحافيين، في الصفوف الأمامية وفي الليلة الأولى). إنه «الافتتاح الكبير» لـ«مهرجانات بيت الدين». إنه الافتتاح الأضخم فنياً ومعنوياً بين جميع المهرجانات الصيفية في لبنان بدون منازع. إنها عودة زياد الرحباني إلى كرسيه المفضّل، كرسي بيانو الـ«شتاينواي»، بعد هجْرٍ دام لأكثر من سنتَين، لأسباب يراها الطب نفسية، بينما هي، بالتأكيد، اجتماعية/ اقتصادية محلّية وإنسانية/ سياسية إقليمية وأخلاقية عالمية.«… على بيت الدين» هو عنوان الحدث الذي شمل برنامجَين (مختلفَين مضموناً بنسبة متوسّطة) على مدى ليلتَين متتاليتَين (12 و13 تموز/ يوليو). تنظيمٌ مهني لا غبار عليه. أجواء مريحة قُبَيل الدخول إلى المدرّج. أحاديث جانبية يرافقها كأس نبيذ أو ويسكي. لقاء أحِبة واستعادة لذكريات حفلات فيروز وزياد، هنا، قبل 15 عاماً. تشبّث ببطاقة الحفلة كأنها تأشيرة دخول إلى جنة الجمال. هذا قبل. أما بعد، فبكاء ونشوة. دندنة هنا. استعادة لنكتة مرّرها زياد. تفقّد ما استرقته كاميرات الهواتف. نَكَدٌ سياسيّ لا مفرّ منه على طريقة حصان «الحُرّة» الأصيل السليط القلم، وامتعاضٌ فنّيّ مِمن أتى ليسمع برنامجاً مطابقاً لـplaylist وضَعه مسبقاً في مخيّلته. عَتَبٌ ونقدٌ بناء من الغيورين، وهم محقّون في الليلة الأولى حصراً، لا الثانية إطلاقاً. وهذا هو موضوعنا الأساسي هنا، أي تقييم الحفلتَين والبرنامجَين، بما لهما وما عليهما.
حُكِيَ ويُحكَى غالباً عن «أعجوبة» في ما خصّ نتاج زياد الرحباني الموسيقي أو حفلاته. المقصود من هذا التوصيف يختلف باختلاف مطلقه. بالنسبة إلينا، تكمن الأعجوبة، وتحديداً في هاتين الحفلتين، أكثر من أي ألبوم أو إطلالة حية لهذا الفنان الكبير، في تنوّع الأنماط التي شملها البرنامج. تنوّعٌ يحمل توقيع زياد الرحباني، تأليفاً، تلحيناً و/ أو توزيعاً (من النوع الذي ينقل الكلاسيكيات من أقل من عادي إلى أكثر من تحفة: أغنية «لا والله» مثالاً ناصعاً لمن يعرف الأصلية وهي نادرة جداً). في أي أسطوانة أو حفلة في التاريخ، تجدون هذا التنوُّع في الأنماط؟ لن نتطلّب لناحية جودة العمل في كل نمط، سنكتفي بالسؤال عن التنوّع، كي لا نكون تعجيزيّين. هل من مثل واحد؟ ربما. أفيدونا بمعلوماتكم، وهذه هي لائحتنا مع أمثال عند الضرورة: غوسبل (أنشودة «سيّدي»)، كلاسيك من العصر الكلاسيكي أي النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وتحديداً بدايات موزار (الـ«تمرين» الذي عزفه الكمان الأول والوتريات)، تطعيم كلاسيكي من عصر الباروك أي النصف الأول من القرن الثامن عشر (كلما الحكي)، جاز، بوسّا نوفا، تخت شرقي، نشيد، روك صاخب («العدالة» وهي أغنية الروك الوحيدة في ريبرتوار زياد، وأي روك هذا!)، أغاني الكاباريه (Un verre chez nous)، شعبي مصري (الأغنية الجديدة «أمريكا مين؟»)، بلقاني («لولا فسحة الأمل — 2»)، شعبي لبناني كلاسيكي، شعبي لبناني حديث، شعبي لبناني شرقي، شعبي أو بوب غربي، لاتيني احتفالي، سول/ فانك… وفوق كل هذا نضيف النمط «الزيادي» العصي على التصنيف، وهو موجود في الأعمال التي لا تنتمي، كلّياً أو جزئياً، إلى نمط واضح (هذا ما يصبح لاحقاً مدرسة في الموسيقى).

يصعب الدخول في كل تفاصيل الحدث، ولكن ثمّة محطات نافرة، سلباً وإيجاباً، يمكن الوقوف عندها باختصار. في الليلة الأولى، شكّل الدخول غير المتوَقَّع في البرنامج أحد أجمل (وأذكى) مفاجآت السهرة، إذ استهلّ زياد اللقاء بعزف Manhã de Carnaval ولاقته مجموعة أساسية من الفرقة، فخلقوا جوّ الدخول في البرنامج، دون تشنّج، وجنّبوا المهرجان مشكلة الوصول المتأخر لجزء من الجمهور. لكنّ الليلة الأولى هذه شابتها نقاط ضعف عدة، أبرزها غير موسيقي، مثل النصوص التي أتى معظمها إما رديء الأداء إما مملاً بسبب طوله النسبي. كذلك، حصلت أخطاء تنفيذ لا مفرّ من بعضها، صحيح، لكن بعضها الآخر لم يكن مبرراً. أخطاء أتت من موسيقيين أو من هندسة الصوت (الكورس لم تُتَرجَم ضخامته بالزخم الصوتي الضروري في بعض الأغنيات) أو من زياد (غيابه عن المسرح في مطلع «مش كاين هيك تكون» أحدث فجوةً في التوزيع المبني جزئياً على البيانو) أو المغنين المنفردين (لارا راين في مساهمتها في «لا والله»، الأغنية التي لم تكن موفّقة في التنفيذ الموسيقي أيضاً)، وأمرٌ موسيقي دقيق يتعلّق بقائدَي الأوركسترا، هاني سبليني ونضال أبي سمرا، إذ أديا مهمتهما بشكل جيّد، لناحية تأمين الدخول السليم (للفرقة أو المغنين أو لبعض الفواصل الفالتة) والختام الصحيح، لكن دون أي اهتمام بمسألة الديناميكية (dynamics)، فمالا عموماً نحو التزخيم الذي أزعج التوزيع أحياناً (هاني) أو نحو تأمين العدّ الميكانيكي طيلة المقطوعة (نضال)، مع العلم أنهما مشكوران ومعذوران كونهما هنا لهذا الغرض، في حين كان يجب تأمين قائد أوركسترا محترف. كما كان من الأفضل تحاشي الدخول في «شو هالأيام» من الكوبليه مباشرةً (قُدِّمت كاملة في الليلة الثانية) وكذلك الأمر في «تلفن عيّاش». أضف الدور السلبي الذي لعبه الطقس الشديد البرودة الذي أثّر على تفاعل الجمهور (المتهم أصلاً ببعض الكسل)، ما انعكس بالتأكيد على الأداء العام للفرقة، علماً أن الختام الحماسي عاد وأشعل المدرجات، في الليلة الأولى كما في الثانية (ثلاثية «بكتب إسمك يا حبيبي»، «بيّي راح مع هالعسكر» و«اشتقتلّك»).
في الليلة الثانية، تم تلافي كل الأخطاء الشكلية والتقنية تقريباً، فكانت سهرة العمر. حتى الطقس اعتدل، والجمهور تفاعل كما لم يفعل منذ سنوات، والنصوص تم تشذيبها وأدّاها الممثلون ببراعة (طارق تميم الذي نفّذ «مهمّته» بشكل جيّد عند الحاجز العسكري المقام وسط المسرح، وريما قدّيسي وغيرهما). إذا استثنينا الهفوات الطفيفة الملاصقة لأي حفلة حية (دخول خاطئ للكورس في «فايق ولّا ناسي») يمكننا أن نتوقَّع صدورها في وقت قريب، بما أنها حُفِظَت بالصوت والصورة.
وعد بأنّ فيروز ستضع صوتها على أغنية «صمدوا وغلبوا» التي تعدّ تحية إلى الجنوب في حرب تموز

أما اللحظات الاستثنائية في الحدث عموماً، فيتفق حولها معظم الحضور: المقطوعة الموسيقية الكلاسيكية التي نفّذتها عازفة الكمان الأول والوتريات (راجع المقالة الثانية) الأداء الممتاز لـ«سيّدي» من إدغار عون، المقدمة الجديدة لـ«مقدمة لولا فسحة الأمل — 2»، التوزيع الرهيب لموسيقى التحية من مسرحية «شي فاشل»، الانبعاث من الأنقاض في توزيع «بفلّ، إذا بدِّك» (راجع المقالة الثانية)، أداء المغنين المنفردين، بالأخص منال سمعان (حصة الأسد والمهمة الأصعب. غناء هذه الأعمال وفي هكذا حفلة، نسبةً إلى النتيجة التي قدّمتها، يثبت أنها مغنية قديرة) وحازم شاهين (قنبلة التعبير الواضح) ولارا راين (اختيار موفّق لأداء «خلّيك بالبيت»، رغم الضغط المعنوي!)، هِبة إبراهيم (شاركت في أكثر من ثنائي)، سليم لحّام (الذي يرتاح جداً لأغنية «العدالة»)،… ويبقى الحضور اللطيف والأداء المرتاح من نصيب ماري تيريز بو شقرا، رغم مساهمتها المحدودة في الغناء المنفرد (مقطع من «لا والله»). أما زياد فقد كان مقِلّاً بإضافاته المعتادة على البيانو (ربما بسبب المشكلة الصحية التي يعاني منها في ظهره)، لكنه عوَّض هذا النقص، في الليلة الثانية، بمقدمة غاية في الرقّة لـ«فايق ولاّ ناسي» وبارتجالات في الجزء الأخير (الذي يسمح بمساحة للتعبير الحرّ في التوزيع الجديد) من «بكتب إسمك يا حبيبي».
نعم، حصلت أخطاء في التنفيذ (ومعظمها غير نافر على أي حال). هذا طبيعي. الأخطاء جزء من لعبة الموسيقى الحية (بعضها لا يلتقطها سوى المؤلِّف)، وهي ملازمة لأي حفلة جدّية، بدءاً من الموسيقى الكلاسيكية، بخلاف حفلات وائل ك. أو ن. عجرم أو عاصي ح. أو حتى ج. بطرس… فالأخطاء دليل عمل والعمل دليل تعب والتعب دليل تفانٍ والتفاني دليل ضمير والضمير دليل إخلاص والإخلاص في الفن — بحسب عاصي الرحباني — ضرورة لصناعة الجمال.

الجديد كلاسيكي وسياسي

كان من المتوقّع أن تحمل «… على بيت الدين» جديداً للجمهور. إذا استثنينا الإضافات الطفيفة على التوزيع أو الأعمال التي حظيت بـ«نفضة» في السنوات الأخيرة لكن سبق أن قُدِّمت مرة واحدة («بفلّ، إذا بدِّك» و«ما تجي» اللتين سمعناهما في «الزوق» ثم «إهدنيات» عام 2015)، يمكن تقسيم الجديد إلى: أولاً، الأعمال التي كتبها زياد الرحباني في السنوات الأخيرة والتي لا يعرفها الجمهور بتسجيل رسمي، مثل «صمدوا وغلبوا» (التي أدرجت في عدة حفلات عام 2014 بصوت منال سمعان وحازم شاهين والمرحومة ريم بنّا) وهي تحية إلى أهل الجنوب اللبناني في حرب تموز، ووعد زياد بأن فيروز ستضع صوتها عليها قريباً. كذلك بالنسبة إلى التحفة الشرقية «ليك» التي سبق أن غنتها للمرة الأولى شيرين عبده في «إهدنيات» (2015) وبرعت في أدائها منال سمعان في الليلتَين. ثانياً، العمل النادر جداً الذي كدنا أن نخسره والذي تم إنقاذه وتقديمه للجمهور.
إنه الـExercice الموسيقي (تمرين) كما عرَّف به المايسترو هاني سبليني في الأمسية، وهو للكمان المنفرد ومجموعة الوتريات. في الواقع، هذا العمل يعود إلى العام 1985 وقد كتبه زياد للبيانو والكمان لفيلم «وقائع العام المقبل» (كتابة وإخراج سمير ذكرى) ويدخل ضمن حبكة العمل كتمرين لطلاب الموسيقى المكفوفين. رفع المخرج السوري هذا الفيلم على يوتيوب قبل بضعة أشهر (راجع الرابط على موقع «الأخبار»)، ويمكن سماع العمل بشكل متقطع بين الدقيقة 10 و22 ثانية والدقيقة 13 و23 ثانية ثم بين الدقيقة 20 وثانيتَين والدقيقة 20 و41 ثانية. نذكر أن «وقائع العام المقبل» يحكي قصة مؤلف موسيقي يعود بعد الدراسة لتأسيس أوركسترا سمفونية، ونسمع فيه أيضاً مقدّمة أوركسترالية لزياد (عُزفَت مرة واحدة في «أعياد بيروت»/ 2013) وموسيقى «تدمر» (بأول أشكالها مع فوكاليز للكورس) في المشهد الأخير بين آثار مدينة تدمر.
«عِدِّية» باللكنة المصرية بعنوان «أمريكا مين؟» ذات لحن شرقي غاية في الشعبية والسلاسة


أما الجديد بشكل كامل، على الجمهور وزمنياً أيضاً (بمعنى أن زياد وضعه أخيراً، قبل ثلاثة أشهر تقريباً) فهو أغنية على شكل «عِدِّية» باللكنة المصرية بعنوان «أمريكا مين؟»… لحن شرقي غاية في الشعبية والسلاسة (مهَّدت له الفرقة بمقدِّمة «حبيتك تنسيت النوم»، ما ضاعف مفعول المفاجأة، وأداه حازم شاهين بمواكبة زياد والكورس.
أما الكلام فهو خطاب سياسي مباشر لا مساومة فيه. الأغنية من سبعة غصون (كوبليه)، هذه خمسة منها:
أمْريكا مين؟ شَياطينْهُم/ وْعَرَبِ الباقيين؟ ثَعابينْهُم/ ودُولا التانيين؟ بَجْهَلْهُم/ ياه يا شبابي يا شباب — باللَّعِي والشاي والجَنَّة/ نِنْتِقِم ازايْ على شانّا/ شَجّعنا يا خَيْ وِالْهِمْنا/ ياه يا خَرابي يا خَراب — حظَّك ملعون وِسايِبْهُم/ يحْكِموا في الكون حبايبْهُم/ دُولا التانيين وانا مِنهُم/ ياه يا هَوايا يانا ياه — وِدَه مَجلِس أمْن حاكِمْهُ/ من عشرين قرن وِنَيِّفْهُ/ وأصحاب الشأن ناطْرينْهُ/ ياه يا خرابي يا خراب/ أُطلب يا عَبيط وِاتْمَنّى/ ناقِصنا خَبيط يا بَدَنْنا/ دُولا الشَراميط فاهْمينْنا/ ياه يا هَوايا يا خراب… إلخ.




نورا والعفوية
من المستفِز (والطبيعي!)، عموماً، أن ترى بعض الجمهور متلهّياً بالتقاط الصور بهاتفه أو بتصوير لقطة فيديو. كذلك الأمر بالنسبة إلى الأحاديث التي تجري عن الحفلة خلالها. لكن المشهد كان شديد «الهضامة». مشهدٌ شديد العفوية والصدْق يجبرك على الابتسام لا الامتعاض. في القسم الأخير من الفصل الثاني للأمسية الثانية، وبعدما ارتاحت من ثقل إنجاح الافتتاح، شوهِدَت رئيسة المهرجان، نورا جنبلاط، بثيابها الـsport chic التي تليق بها، واقفة بين المدرّج والمسرح، لجهة زياد، تراقب خروج ودخول الرجُل من وإلى الكواليس. خلفها احتشدت مجموعة من الأصدقاء والمنظّمين في نقطة تحجب الرؤية من زاويتهم. هكذا تولّت نقل «الصوت والصورة»، كلّما دعت الحاجة: تعيد على مسامعهم نكتةً فاتتهم، تنقل لهم آخر أخبار التغييرات في الملبس التي يجريها زياد خلال الحفلة، ترصد كل حركة ذات معنى وتحاول إعادة إنتاجها بأمانة، قبل أن تسحب هاتفها وتشرع في التصوير، بشكل سرّي، ربما خوفاً من أن ينهرها المنظمون… فهي في هذه اللحظة بالذات ليست منهم، بل من المعجبات!


إلى الاستوديو دُرّ
بعيداً عن المقالة الأساسية. بعيداً عن الحفلة والمهرجانات… بعيداً عن الماضي برمّته: زياد، شكراً على التعب والجمال. شكراً على هاتين الحفلتَين التاريخيَّتَين. معذورة بعض الهفوات الموسيقية أو الشكلية. لكن، حان وقت العمل الحقيقي. العمل الذي تبقى نتائجه للأجيال. العمل الذي، إن لم يتم، سنخسر تأثيره الإيجابي على المجتمع إلى الأبد. إنه العمل في الاستوديو. الحفلات جميلة، لها سحرها الخاص، لها رونقها، لها لحظتها الشديدة الكثافة والهاربة. لكن، آن الأوان لترك هذا المكان لغير المنتِجين. للذين يجترّون ريبرتواراً منذ عشرات السنوات، ليقدموه مع أوركتسرات ضخمة رهيبة الشكل، فارغة المضمون (كيف يطيق الموسيقيون هذا القصاص؟!). آن الأوان للاعتصام في الاستوديو. كثيرون فعلوها، وها نحن اليوم نعرف أنهم أحسنوا الخيار، ولن يندموا لو عادوا ليروا ماذا خلّف هذا القرار من نتائج عظيمة على المجتمع البشري. للمرّة الألف: على الدولة، إن وُجِدَت بشخص أو بمؤسسة، تشكيل فريق عمل للوقوف عند طلبات زياد الرحباني لتأمين معدات، تقنيين، موسيقيين، وغير ذلك من مستلزمات تشغيل الماكينة التي تحوّل المدوّنات التي ما زالت حبراً على ورق إلى موسيقى مسجّلة… أيتها الدولة، بالنتيجة، أنت من سيتغنّى لاحقاً، ليل نهار، على المنابر وفي المحافل الدولية بهذا الإرث. ساعدي بحفظه على الأقل. هيّا، تحرّكي!