30 سنة مرّت على العرض الأوّل للبرنامج الأميركي الشهر «ذا سيمبسونز»، ولا تزال الانتقادات تطاله باستمرار. سجال جديد أجّجته شخصية «أبو»، مالك متجر بقالة هندي الأصل، بعدما وجد فيها بعض المشاهدين سخرية «متعمّدة» من الثقافة الهندية. المغالاة في أداء اللكنة وافتعالها، خصوصاً أنّ مؤدّي الصوت هو الأميركي هنري آزاريا، دفعت بالكثير من الناشطين إلى رفع أصواتهم في وجه هذا «التنميط» الاجتماعي لصورة اللاجئين وذوي الجنسيات المغايرة. رد الفعل هذا، أثار حفيظة منتج السلسلة الكرتونية الشهيرة، مات غرونينغ (الصورة)، الذي آثر الدفاع عن «أبو» في لقاء أجراه مع صحيفة USA Today، قائلاً: «أنا فخور بمسلسلنا. أعتقد أنّنا وصلنا إلى زمن يدّعي فيه الناس التعرّض للمهانة لأبسط الأسباب. هم يشعرون بالدونية والاضطهاد إلى درجة أنّهم باتوا يختارون معارك خاطئة». وفي حين أعرب آزاريا عن رغبته في التنحي عن أداء صوت «أبو» بعيد الجدل، لم يتوان غرونينع عن تأكيد محبته للموسيقى والفن الهندييْن، كما للشخصية الكرتونية التي ابتكرها في عام 1990، وذلك في حوار مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية. وأوضح أنّه اختار اسمها تيّمناً بواحدة من «أهم الأعمال السينمائية على الإطلاق، أي سلسلة الأفلام الهندية The Apu (لِلمخرج ساتياجيت راي)».
ولفت الرسّام الستيني إلى أنّ انتقاءه للون الأصفر في شخصيات «ذا سيمبسونز» لم يكن عبثياً، بقدر ما كان يرمي إلى إزالة أي سمة أو خصوصية عرقية عنها، مردفاً بالقول: «برنامجنا ينضح بالصور النمطية، لأنّ هذا هو ما تمليه طبيعة الصور المتحرّكة والكوميديا بشكل عام. أما إلغاء الشخصية فيعتمد على تطوّر القصة والسيناريو».