لطالما استحوذت بيروت على معظم الأنشطة الفنية والثقافية في لبنان، بحكم مركزيتها الجغرافية والوظيفية. «المركزية الفنية» مفهومٌ سعت إلى دحضه طالبات الماسترز في «جامعة القديس يوسف» في بيروت، ضمن برنامج تطبيقي للنقد الفني. في مداخلتهن الفنية التي نشاهدها يوم 23 حزيران (يونيو)، تنتشل كل من ناريمان السعود، شانتال فهمي، ولينا علام مدينة طرابلس من التهميش الثقافي، ليعدن إحياء دور عاصمة الشمال كجامع للفن بوجهاته التراثية، وبالأخص «معرض رشيد كرامي الدولي» الذي كان مقدراً له أن يكون من أهم مواقع استقطاب المشاريع الثقافية والاقتصادية. علماً أنّ المعماري البرازيلي الشهير الراحل أوسكار نيمار، تولى تصميمه. المناسبة الفريدة، ستكون طرابلسية بامتياز. إذ أنها ستحتضن عروضاً متنوعة لنتاجات فنانين لبنانيين من أصول طرابلسية و«شمالية» كعلي رافعي، بدر الصفدي، سميرة البارودي، فراس الحلاق وغيرهم، فيما ستتعدد الأعمال الفنية المعروضة بين شرائط مصورة وصور فوتوغرافية، ورسوم غرافيتية ومقطوعات موسيقية، بالإضافة إلى أداء موسيقي تجريبي سيقدمه الموسيقي شريف صحناوي برفقة شكيب أبو حمدان. وتعزو المنظِّمات فكرة اقتصار المشروع على يوم واحد، إلى أهمية فتح السجال حول الطاقات الإبداعية التي تكتنزها طرابلس، إلا أنها غالباً ما تجنح إلى الركود والتباطؤ بسبب عدم إيلائها الأطر التنظيمية والتطويرية المناسبة لها.
* مداخلة فنية: طيلة يوم السبت 23 حزيران (يونيو) ــــ «معرض رشيد كرامي الدولي» (طرابلس).