كان من الطبيعي لادناوي دخول مجال الموسيقى واختيار آلة العود بالتحديد بما أنه يأتي من عائلة موسيقيين. شقيقه كان أستاذه الأول كما يقول. ثم دخل المعهد العالي للموسيقى في دمشق ودرس بشكل أكاديمي أكثر مع أساتذة متخصصين في العود والنظريات الموسيقية والمواد الأخرى. وسرعان ما انضمّ الى فرق وموسيقيين وقدّم معهم الحفلات في أماكن مختلفة في العالم أبرزها فرقة «وجوه» للموسيقى الشرقية والفرقة السيمفونية الوطنية. كما شارك في مهرجانات الجاز وحصل على المركز الأول في مسابقة العود الدولية في بيروت عام 2009. منذ انطلاقته، يقسّم العازف وقته بين الحفلات المنفردة والتعاون مع فنانين مختلفين آخرهم جاهدة وهبة قبل أشهر في أمسية عود وغناء قدماها على خشبة «مسرح المدينة». عن هذه الحفلة، يقول إدناوي: «كانت تجربة رائعة وفرصة لأعمل مع شخص مهم كجاهدة وهبة بصوتها وموهبتها وقدراتها الموسيقية اللافتة. أدّينا مقطوعات لحّنتها هي، وأخرى من تلحيننا المشترك عرضناها للمرة الأولى. على أمل أن تتكرر تجربة العود والغناء، لأن هذا النوع من التجارب قليل. فعادةً، يكون المغني بصحبة فرقة موسيقية والعازف منفرداً. هي فرصة لإظهار جماليات الصوت أو العزف، لا تسمح لها الاوركسترا أو الفرقة الكبيرة بالبروز».
يقدم مقتطفات من ألبوم موسيقي شرقي يعدّه حالياً
يعمل إدناوي على إبراز شكل وأساليب وتقنيات جديدة لآلة العود كما قدم العود فنياً وتقنياً بشكل مختلف في الكثير من المناسبات الموسيقية. فهو يتقن آلته ويعرف قدراتها تماماً ويتمتع بموهبة كافية تسمح له بفهمها وإبراز جمالياتها، مهما كان النمط الموسيقي الذي يقدّمه. لا يحدّ نفسه بأطر معنية، لذا نراه يعزف أنواعاً مختلفة من الموسيقى، سواء كان للأمر علاقة بتجارب حديثة أو كعازف عود في حفلات موسيقى تراثية وتقليدية. أي تجربة تعاون موسيقي قد يرحّب بها. في هذا الإطار، يقرّ الفنان: «لدي تجربة حديثة في العود. أنا من الجيل العربي الجديد الذي درسه في معاهد أكاديمية وهذا ما أضاف لآلاتنا العربية أفقاً أوسع. نستفيد من أمور تعلّمناها من مدارس أخرى لنضيفها إلى آلاتنا. العازفون اليوم أصبحوا أفضل، ومن الضروري أن يكون هناك ربرتوار يواكب هذا التطور الفني والتقني لعازفي الآلات العربية كلها من كمان وناي وعود وغيرها»..
* كنان ادناوي: 21:30 مساء الأحد 27 أيار ـــ «مسرح المدينة»