قد يبدو العنوان غريباً «التجديد في الإسلام كالتجديد في الإشتراكية» (الدار العربية للعلوم ناشرون)، الا أن الإصدار الجديد للكاتب كريم مرّوة، يربط بشكل عضوي بين التجديد في الإشتراكية والإسلام. يتوزع المؤّلف على 4 أقسام، طارحاً مقاربة حول العلاقة بين الإسلام والإشتراكية، والربط في التجديد بينهما «كضرورة تاريخية في شروط العصر». يرى مروة أن هذا التحرر ينتشل المجتمعات، الغارقة منذ عقود في صراعات فكرية، وسياسية، وحروب أهلية، وخاصة الحركات السلفية التكفيرية التي تستند الى الإسلام، الذي يناقضها بطبيعة الحال كونه يضم «قيماً إنسانية سمحاء»... مع عدم إغفال، حركات التجديد في الإسلام، وحتى المسيحية، مع الإضاءة على تجربة المطران الراحل غريغوار حداد، الذي تبنى فكرة العلمانية، في الدين وأكدّ على مدّنية الدولة في كتاباته التجديدية.
على أربعة أقسام، يوزع مرّوة كتابه، ليطل على سيّر أربعة مجتهدين كبار ويلقي الضوء على محاولات كل منهم في الإجتهاد، والتجديد في الإسلام: السيد محسن الأمين، الشيخ عبد الله العلايلي، الإمام موسى الصدر، والإمام محمد مهدي شمس الدين، إضافة الى وضع «إعلان مؤتمر الأزهر»، وقراءتين حول الإجتهاد والتجديد، لأنطوان قربان وخالد الدجيل. بقي القسم الثالث، يضم نصوصاً إسلامية وآيات قرآنية، والقسم الرابع، يتضمن نص مداخلة للمؤلف كان قد ألقاها في «جامعة منوبة في تونس» (2017)، تحت عنوان «مئوية ثورة اكتوبر والعالم العربي»