احتفاء باليوم العالمي الكتاب، نظم «مركز أوال للدراسات والتوثيق» ندوة بعنوان «الكتاب في محنه الثلاث: المنع والملاحقة والتكفير» في كافيه «جلسة» (ضاحية بيروت الجنوبية) بحضور عدد من الكُتّاب والمهتمين. قدّمت الندوة الكاتبة والإعلامية فاطمة بري بدير، التي سلّطت الضوء على المحن التي شهدها الكتاب، لافتة إلى «حبره المسفوح» بدءاً من منعه، وليس انتهاء بالمحارق التي استهدفته على مر التّاريخ. من جانبها، استعرضت لانا الحلبي عملية منع الكتاب، انطلاقاً من تجربتها العملية في «مكتبة الحلبي». وأشارت إلى بعض الكتب الممنوعة، على اختلاف موضوعاتها، لافتة إلى أنّ هذا المنع ليس حصرياً، فبعض الكتب مُنِعت غير أنه تم تمريرها بشكل شخصي، أو الحصول على نسخ مستعملة منها، ومُرِّر محتوى بعضها الآخر في أفلام. تغريد الزناتي، مسؤولة قسم الأرشيف في صحيفة «الأخبار»، تحدثت عن عملية منع وملاحقة وتكفير الكتب في العالم، من الولايات المتحدة الأميركية إلى العالم العربي والخليج. وأشارت إلى أبرز العناوين الممنوعة في العالم العربي، وخصوصاً السعودية والبحرين، حيث تُمنَع أيضاً إصدارات «مركز أوال». ومن كندا، كانت رسالة للكاتب والباحث البحريني الدكتور علي الديري حملت عنوان «الكُتّاب دون أوطانهم»، أشار فيها إلى أنّنا «نقول دائماً للأفكار أجنحة تطير، أتخيّل أن الكتب أجنحة الأفكار، ليس لها أوطان تعيق بحدودها تعيق حركة تنقلّها. لكن من جانب آخر لمؤلفي الكتب ومبدعي الأفكار أوطان، يظل شيء من أوطان المؤلفين عالقاً في جنبات كتبهم وأجنحتها». وأطلق المركز خلال الفعالية العدد الأول من مجلة «وُرق» الإلكترونية التي تُعنى بالكتاب وقضاياه، وتحاول التصدي لأبرز الإصدارات في هذا المجال. عن مجلة «وُرق»، تحدثت غنى مونس، فأشارت إلى أنه كان لا بد لهذه المجلة من «أن تكون شجرة ورد، تورق وعياً حقيقياً، وسط التصحر الفكري الذي نشهده، فبالوعي وحده يسمو الإنسان». بعد ذلك، كان عدد من المداخلات للمشاركين، الذين أكدوا أننا نحمل بعضاً من هذه المحن في داخلنا، والقراءة هي خير حصن للوقاية منها. واختُتِمت الفعالية بتوزيع نسخة ورقية من المجلة.