باريس | تعرض الباحث الفرنسي باسكال بونيفاس، رئيس «معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية» (IRIS)، الى اعتداء جسدي من قبل مجموعة من المتطرفين الاسرائيليين في «مطار بن غوريون» في «تل أبيب»، بينما كان في طريقه لتقديم محاضرة في القدس المحتلة، بدعوة من القنصلية الفرنسية. وكان بونيفاس قد أصدر، في مطلع السنة الحالية، كتاباً مدوياً بعنوان «عدو السامية»، بيعت منه أكثر من 80 ألف نسخة، رغم التعتيم الكامل الذي فرضته عليه وسائل الإعلام الفرنسية. في هذا الكتاب، روى الباحث الفرنسي وقائع معاناته ـــــ على مدى 15 سنة ـــــ من هجمات غلاة الصهاينة في فرنسا، وفِي مقدمتهم «الفيلسوف» سيء الصيت، برنار هنري ليفي، ومحاولتهم وصمه بتهمة معاداة السامية. جاء ذلك على إثر تقرير أعده، عام 2003، للحزب الاشتراكي، الذي ينتمي اليه منذ ربع قرن، منتقداً سياسة الحزب التوفيقية المهادنة لإسرائيل.
كتابه «عدو السامية»، بيعت منه أكثر من 80 ألف نسخة، رغم تعتيم الإعلام الفرنسي


بونيفاس سعى بكل الوسائل إلى نفي تهمة معاداة السامية، وشهدت لصالحه العديد من الشخصيات العلمية والسياسية، التي أشادت بنزاهته الفكرية ومواقفه ذات المرجعية الإنسانية. وكان من بين مَن أنصفوه بعض ممن يعدون من حلفاء الكيان العبري، كالرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ورئيس حكومة هولاند، مانويل فالس.
الا أنّ ليفي وزمرته واصلوا حملة التشهير ضد بونيفاس والتحريض عليه، الى أن جاءت حادثة «مطار بن غوريون» لتحول التهديدات اللفظية إلى أفعال. عند نزوله من الطائرة، وجد الباحث الفرنسي مجموعة من المتطرفين الإسرائيليين، الذين كانوا في انتظاره، وكالوا له سيلاً من الشتائم النابية، وقاموا بتعنيفه جسدياً.
وانتشر على شبكات التواصل الاجتماعي، أمس، شريط يظهر فيه بونيفاس مطارداً من قبل هؤلاء المتطرفين في أروقة «مطار بن غوريون»، حيث قاموا بضربه وشتمه، من دون أن يتدخل أحد لحمايته، رغم أنّ المطاردات استمرت لفترة مطولة. وحين تساءل بونيفاس باستغراب عن سبب عدم تدخل «الأمن الاسرائيلي» لوقف الاعتداءات عليه، أجابه أحد المعتدين عليه، باللغة الفرنسية، قائلاً: «لا أمن لك هنا يا ابن الزانية»!