بدءاً من الخميس وعلى مدى ثلاثة مواعيد، تقدّم فرقة «زقاق» عرضاً مسرحياً جديداً بعنوان «راسين بالإيد» في «استديو زقاق» في بيروت. جعلت‭ ‬تعليقات‭ ‬شكسبير‭ ‬السياسية‭ ‬الثاقبة‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬منه‭ ‬مفكّراً‭ ‬سياسيّاً‭ ‬متميّزاً. ‬منذ‭ ‬أعماله‭ ‬المسرحية‭ ‬الأولى،‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬جمهوره‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬المسائل‭ ‬التي‭ ‬تنتقد‭ ‬الملكية‭ :‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يعنيه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬المرء‭ ‬ملكاً؟‭ ‬ومتى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يطاع‭ ‬الحاكم‭ ‬أو‭ ‬يعصى؟‭ ‬وكيف‭ ‬تكتسب‭ ‬السلطة‭ ‬السياسية‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليها؟‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬العنف‭ ‬والوحشية‭ ‬في‭ ‬الحكم؟‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة،‭ ‬شكّلت‭ ‬مسرحيات‭ ‬شكسبير‭ ‬مسار‭ ‬تفكير‭ ‬في‭ ‬مفهوم‭ ‬القيادة‭ ‬والسلطة. ‬وفي‭ ‬قراءة‭ ‬لمسرحيّاته،‭ ‬خصوصاً‭ ‬التاريخية‭ ‬منها،‭ ‬يظهر‭ ‬أن‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية‭ ‬هي‭ ‬جوهر‭ ‬أعماله‭.‬ مثّلت‭ ‬السلطة‭ ‬الفردية‭ ‬القاعدة‭ ‬الأساسية‭ ‬للقيادة‭ ‬والحكم‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬العربي،‭ ‬حيث‭ ‬حَكَمَ‭‬ الطغاة‭ ‬وشخصيات‭ ‬محدّدة‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬لعقود‭ .‬حتى‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬تحكم‭ ‬ثقافة‭ ‬هاجسها‭ ‬بعض‭ ‬القادة‭ ‬والشخصيات‭ ‬الذكورية‭ ‬التي‭ ‬شغلت‭ ‬الحكم‭ ‬لسنوات‭ .‬بعد‭ ‬«الثورات»‭ ‬والحروب‭ ‬التي‭ ‬تلتها ولا تزال‭ ‬مستمرة،‭ ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬فشل‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬تتّجه‭ ‬السلطة‭ ‬وتتحول‭ ‬باتجاه‭ ‬تحالفات‭ ‬متعددة‭ ‬وغير‭ ‬متوقعة،‭ ‬لكنّها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الأبوي‭ ‬تتحرّك‭ ‬وتهزّ‭ ‬المنطقة،‭ ‬متمسّكة‭ ‬بصور‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬الغاشمة.‭قُدّم «راسين بالإيد» بصيغته‭ ‬الأوّلية في عام 2016، وفي النسخة المطوّرة التي تبصر النور اليوم (بدعم من مؤسسة «دروسوس»)،‭ ‬تهتم «زقاق»‭ ‬بطرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬الشكسبيرية‭ ‬لتحليل‭ ‬ومساءلة‭ ‬النماذج‭ ‬الأصلية‭ ‬للنظام‭ ‬الأبوي اليوم، وهي من إعداد وإخراج لميا أبي عازار وعمر أبي عازار وجنيد سريّ الدين ومايا زبيب، فيما الأداء لعازار وسري الدين وزبيب، والسينوغرافيا لجان‭ ‬فرانسوا‭ ‬غارو. أما تصميم‭ ‬وتنفيذ‭ ‬الغرافيكس‭ ‬فمن توقيع مايا الشامي.
بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬عروض‭ ‬صباحية‭ ‬للطلاب‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬«أبواب‭ ‬زقاق‭ ‬المفتوحة»،‭ ‬سيتمكّن الجمهور من مشاهدة العمل ‬غداً وبعد غدٍ وفي 3 أيّار/ مايو المقبل.‭


اليوم الخميس والجمعة، والخميس 3 أيّار ــ 20:30 ــ «استديو زقاق» (تقاطع كورنيش النهر ــ برج حمود).