منذ العام الماضي، يستذكر «مهرجان طرابلس للأفلام» رموزاً وأسماء ثقافية وفنية أبصرت النور في عاصمة الشمال. بعدما كرّم المهرجان أبا السينما اللبنانية جورج نصر العام الماضي، ها هو يوجّه تحية إلى رندة الشهال (1953 ــ 2008) بعد ثماني سنوات على الغياب. إذ ستعرض الدورة الخامسة مجموعة من أبرز أفلامها، على رأسها «طيارة من ورق» (2003) الذي سيكون فيلم الافتتاح الليلة (20:00)، في «الرابطة الثقافية» في طرابلس. «مهرجان طرابلس للأفلام» (يستمر لغاية 26 نيسان/ أبريل)، الذي بات موعداً منتظراً منذ خمس سنوات، يحطّ رحاله في مدينة الفيحاء، جاذباً الأنظار إليه، وكاسراً مركزية العاصمة بيروت. الدورة الخامسة من المهرجان الذي يستمر لأسبوع كامل، تتصدره المخرجة اللبنانية الراحلة، ويشارك فيه 19 بلداً عربياً وأجنبياً (روسيا، إيران، إسبانيا، المكسيك، أوكرانيا، مصر، الأرجنتين...)، مع عرض حوالى خمسين فيلماً في المسابقة الرسمية. تتوزع هذه الأعمال على فئات الأفلام الروائية الطويلة، والتحريك، والوثائقية، والقصيرة، وتشرف على تحكيمها لجنة يرأسها السينمائي اللبناني غسان سلهب، وتضم كلاً من: يانا وولف (ألمانيا)، شريف البنداري (مصر)، بيتي توتل وروي رجّي (لبنان).منذ ثلاث سنوات، والمهرجان السنوي يفتح باب التمويل الجماعي، ويدعو الناس الى المساهمة في تمويله بغية الحرص على «استقلاليته» وإشعار الناس بأنهم جزء من هذه الفعالية الثقافية كما يقول لنا مديره الياس خراط. الأنشطة الموازية التي تقام على هامش الحدث، لا تقل أهميةً عنه. فـ«المنتدى المتخصص» مثلاً، الذي يطرح قضايا الإنتاج السينمائي والتمويل، سيحوّل الى منصة لدعم مشاريع الأفلام أمام الممولين وأصحاب الخدمات السينمائية، مع عرض ستّة أفلام، روائية وثائقية، تمنح لها فرص التمويل. خراط أطلق وصف «البلوغ» على مهرجانه، كونه يضم هذا العام ـــ للمرة الأولى ــ عروضاً سينمائية أسهم المهرجان في إنتاجها، الى جانب ستة مشاريع أفلام بين روائية ووثائقية طويلة ستطلق بإنتاجات مشتركة.
وكما في كل عام، تطرح تيمة ضمن «مهرجان طرابلس للأفلام». هذه المرة، سيخصص نهار كامل خارج إطار المسابقة الرسمية، تحت خيمة «التسامح والمصالحة» لعرض عدد من الأفلام التي تدور في فلك هذه التيمة ومناقشتها. ستطغى أحداث طرابلس (2008-2014)، من تفجيرات إرهابية، ومعارك جرت بين منطقتي جبل محسن، وباب التبانة، على الدورة الخامسة، عبر إخراج مبادرة عمل عليها ناشطون من ضمنهم خراط، قبل ثلاث سنوات، بعدما صمتت المدافع هناك. مبادرة المصالحة، ستتبلور أكثر، مع عرض خمسة أفلام وثائقية صغيرة، ستتناول زوايا مختلفة من هذه الأحداث الدموية وتبعاتها الإنسانية والإجتماعية، من ضمنها الحديث عن تفجيرات طرابلس (2013)، وعن قضية السكن، وعودة البيوت المصادرة، وإصلاح المحترقة منها. ومن ضمن الأفلام الذي ستعرض في هذا الإطار، شريط «حركة بركة» المتحدث عن معوقي الحرب في عاصمة الشمال، إذ بلغ عددهم 160، أصيبوا في جولات الموت هناك، الى جانب الإضاءة على شهادات أشخاص أضحوا عاطلين من العمل نتيجة هذه الأحداث.

* «مهرجان طرابلس للأفلام»: بدءاً من الليلة، يستمر لغاية 26 نيسان (أبريل) ـــ «الرابطة الثقافية» (طرابلس) ـــ للاستعلام: 06/274446