تحت عنوان «فيينا في بيروت»، يدعو الكونسرفتوار الوطني، الليلة إلى أمسية في «كنيسة القديس يوسف» (مونو ــ الأشرفية) تحييها «الأوركسترا الوطنية الفلهارمونية» بقيادة المايسترو النمساوي الزائر مانفرِد ماساوِر (قائد مغمور)، وبمشاركة السوبرانو اللبنانية نادين نصّار.
من العنوان يمكن استنتاج ثلاثة احتمالات للبرنامج، وثمّة احتمال رابع يمكن أن ينتج عن مزيج من هذه الاحتمالات. بمعنى آخر، عرفت النمسا، تاريخياً، ثلاثة تيارات موسيقية كبيرة: الأوّل يعود إلى النصف الثاني من القرن الثامن عشر ومطلع القرن التالي ويضم المؤلفين النمساويين هايدن، موزار وشوبرت، بالإضافة إلى الألماني بيتهوفن، على اعتبار أن الرجل انتقل إلى فيينا وعمل ومات ودُفِن فيها. الثاني نشأ في الربع الثاني من القرن التاسع عشر، وتطوّر في النصف الثاني منه، وهو تيار تميّز بقصر المقطوعات واعتمادها اللحن البديع والشكل العام السهل القبول والاحتفالي. إنّه تيار «الموسيقى الكلاسيكية الخفيفة» ورموزه هم آل شتراوس النمساويون (يوهان، يوهان الإبن، جوزيف، إدوارد،…) ومؤلفين آخرين مثل ليهار وسوبيه وغيرهما. التيار الثالث هو مدرسة فيينا الثانية التي نشأت مطلع القرن المنصرم وتتألف من الثلاثي شونبرغ/ برغ/ فيبرن، مبتدعي اللانغمية (والموسيقى التسلسلية والنظام النغمي الاثنَي عشري).
لا تقوم أمسية الليلة على الاحتمال الرابع (مزيج بين التيارات كما أسلفنا)، بل أحد التيارات حصراً، وتحديداً الثاني، الخفيف، المناسب جداً للجمهور المبتدىء إذا صح التعبير. هكذا، يتألف البرنامج من أعمال لجوزيف ويوهان شتراوس، وسوبيه، وليهار، ودوستال، وغيرهم، بالإضافة إلى عمل للمؤلف اللبناني وجدي أبو دياب (لا ندري إن كان يحمل ملامح الشق النمساوي في البرنامج، لناحية الخفة). أما الفئة الأساسية للأعمال فهي أوركسترالية، باستثناء محطات غنائية ومقتطفات من أعمال أوبرالية تشارك السوبرانو نادين نصّار في أدائها.

«فيينا في بيروت»: الليلة ــ الساعة الثامنة والنصف مساءً ــ «كنيسة القديس يوسف» (مونو ــ الأشرفية).