لجائزة سلطان العويس في دورتها الخامسة عشرة (٢٠١٦-٢٠١٧) نكهة لبنانية خاصة، إذ تضمّنت قائمة الفائزين الخمسة، ثلاثة من أهل الأدب والفكر اللبنانيين وهم: الشاعر شوقي بزيع (1951) والروائية هدى بركات (1952) والمفكر والخبير الاقتصادي جورج قرم (1940).ينضم اليهم الفائزان الآخران القاص العراقي عبد الخالق الركابي (1946) والناقد التونسي حمادي صمّود (1947) من بين قائمة من الأدباء والمفكرين تضمنت ١٦٦٢ مرشحاً من المتقدمين لنيل الجائزة في مختلف فروعها (٢٩٣ مرشحاً عن الشعر ـــ ٤٠١ مرشح عن القصة والرواية والمسرحية ـــ ٢٦٣ مرشحاً عن الدراسات الأدبية والنقد ــ ٤٦٨ مرشحاً عن الدراسات الإنسانية والمستقبلية).
تأتي أهمية نيل اللبنانيين الثلاثة للجائزة المرموقة في لحظة عربية متشنجة بين لبنان وبعض دول مجلس التعاون الخليجي.

أزمة ابتدأت في السياسة بما رافق استقالة رئيس الحكومة اللبناني من الرياض من ملابسات، وامتدت الى السياحة والثقافة حيث وصلت الى حد مقاطعة معظم الهيئات الثقافية الخليجية ودور النشر لـ «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» في دورته الحادية والستين المقامة حالياً في «بيال». كأن الجائزة تعيد وصل بعض ما انقطع بين لبنان ومحيطه العربي عبر الثقافة التي كانت ولا تزال عابرة حدود وعابرة بلدان وعابرة شعوب.
وفي بيان صحافي لعبد الحميد أحمد، الأمين العام لـ «مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية»، جاء تتويج شوقي بزيع بجائزة الشعر «لما يمتاز به من تجربة شعرية أصيلة، تشمل ثلاث قضايا محورية: الوطن والمرأة والزمن، حيث استفاد من أشكال الموروث المختلفة، وتنفتح تجربته على الأنساق الجمالية الحديثة التي تبرز فيها من العمق الإنساني والخيال الخلاق».

تجربة شعرية أصيلة،
تشمل الوطن والمرأة والزمن
أما اختيار الروائية هدى بركات، فيضيف البيان نفسه «فقد جاءت أعمالها طافحة بالفقد والخسران والتيه والعنف والبحث عن معنى في القوى العارمة حولها، بحيث تكتب بلغة عالية عن الشخصيات والتواريخ، وتنوع في رواياتها بين فنون الكتابة الذاتية والسردية». أما المفكر والاقتصادي جورج قرم الذي حاز الجائزة في مجال حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية، فقد أثنت «مؤسسة العويس» على «ما تمتاز به كتاباته من شمولية في الرؤية، وعمق في التحليل، وواقعية في تناول القضايا والمشكلات الاقتصادية، إذ يقدم لنا رؤية مستقبلية استشرافية وتصورات تعيد النظر في العديد من المسلمات، بالإضافة الى كونه متابعاً دؤوباً للتطورات والتحولات الخارجية على المستوى الإقليمي والدولي».
ينضم الشاعر شوقي بزيع اذن الى كوكبة من الشعراء العرب ممن حازوا الجائزة منذ دورتها الأولى (١٩٨٨ـــ١٩٨٩) كفدوى طوقان، ومحمد مهدي الجواهري، وادونيس، ونزار قباني، ومحمود درويش، ومحمد علي شمس الدين، وكذلك هدى بركات الى أبرز الأسماء الروائية في حقل القصة والرواية والمسرح مثل حنا مينا، وعبد الرحمن منيف، وصنع الله ابراهيم، والطاهر وطار وادوار الخراط. أما جورج قرم، فيخلف أسماء مرموقة مثل جلال عامر، وهشام جعيط، ومحمد الرميحي، وعبد الوهاب المسيري وغيرهم. أصحاب «عناوين سريعة لوطن مقتول»، و«قمصان يوسف»، و «حجر الضحك» و«حارث المياه»، و«انفجار المشرق العربي»، و«شرق وغرب»، يدفعون الى الواجهة مجدداً بالبلد الذي ما زال لديه الكثير ليقوله في الشعر والأدب والإنسان.