تأتي مجموعة «بندقية تشيكوف» القصصية رائدة في عالم الصنعة الحكائية. هذا ما يؤكده لنا مدرّب الكتابة الإبداعية الزميل عبد الرحمن جاسم: «المميز في المجموعة أنّها صنعت من قبل أشخاصٍ لا يعملون في مجال الكتابة، وليس لديهم خبرة سابقة في هذا المجال، فضلاً عن أنّهم لم يكونوا قد حددوا حتى إن كانوا يريدون الكتابة. هذا ما يجعل التجربة بهذه الفرادة والتميز.
ويمكنني القول جازماً بأنَّ هذه التجربة هي الأولى من نوعها في العالم العربي، إذ حصل في السابق أن قدّم هواة مجموعاتٍ قصصية، أو محترفون مجموعاتٍ قصصية مشتركة، لكنها المرة الأولى التي لا يكون فيها المشاركون في مجموعةٍ واحدة هواة أو حتى لديهم أي موهبةٍ سابقة».
يحتاج الأمر شرحاً أكثر كي تفهم فكرة الفرادة هذه، يؤكد جاسم: «حرصتُ مع «دار ـــ المجمّع الإبداعي» المكان الذي احتضن التجربة، على تحديد ما نريده منذ البداية. قبل عام تقريباً، وضعنا إعلاناً للراغبين في المشاركة في ورشة للكتابة الإبداعية. طبعاً أتى كثيرون، وغالبيتهم أعجبوا باسم الدورة، وقرروا المشاركة من دون أن يكون لديهم طموح كتابي أو حتى فكرة عما ستؤول إليه النتيجة فيما بعد». باختصار، لم تكن المجموعة القصصية هدفاً بحسب شرح جاسم: «بل كانت الفكرة أن تحدد المجموعة بحد ذاتها ماذا تريد أن تنتج. هل كانت ستنتج رواية مشتركة؟ وهو أمرٌ حصل في السابق مع «عالم بلا خرائط» لجبرا إبراهيم جبرا وإدوار الخراط –كمثال».
أما لناحية التسمية، فيشرح لنا أحمد شيبان، أحد الكتّاب المشاركين في المجموعة القصصية: «لقد اخترنا التسمية اعتماداً على إحدى تقنيات الكتابة المعروفة باسم «مسدس تشيكوف» وهي تعني أنَّه لا يمكنك نزع أي جزء من القصّة القصيرة من دون تدميرها كلياً. وعدلنا طبعاً على التسمية كي تصبح بندقية تشيكوف. وعلى فكرة، ليس هناك في الكتاب كله قصة اسمها «بندقية تشيكوف». التسمية تعني الكتاب ككل». ماذا عن محتوى القصص أو المشاركين؟ تشرح تهاني نصّار مديرة «دار- المجمّع الإبداعي»: «تضمّ المجموعة تسعة كتّاب، وللحقيقة كان اختيار أولئك الكتّاب صعباً وشاقاً، لأن المشاركين كانوا قرابة مئة في الختام. لذلك كان الاختيار يحتاج إلى الكثير من التمحيص. كل كاتبٍ له في المجموعة ثلاث قصص مشاركة. تنوعت هذه القصص كثيراً وتعددت تبعاً للنطاق الأدبي والتقنيات المستخدمة في القصّة القصيرة».
ماذا عن المستقبل؟ هل هناك اعادة للتجربة؟ يؤكد جاسم بأن الأمر أساسي وملزم، «فمن المنطق أن نراكم على هذه التجربة، لكن الأهم أن يكمل هؤلاء الكتّاب مجموعاتهم الخاصة، بمعنى أنّهم قد بدأوا فعلياً بالتحضير لمجموعاتهم القصصية الخاصة. وفي معرض الكتاب القادم، ستكون هناك على الأقل أربع مجموعات قصصية، وربما رواية للمشاركين في هذه المجموعة. ثانياً هناك تحضير لتعميم التجربة أكثر، وربما تطبّق مع تلامذة المدارس أو الجامعات، وبالتأكيد مع مشاركين جدد في ورشة الكتابة الإبداعية».

توقع مجموعة «بندقية تشيكوف» السابعة مساء اليوم في جناح «دار الفرات» ــ «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» (بيال) بحضور الكتّاب