تعالج الأفلام القصيرة (17/3 و 18/3 ــ س: 21:30 ـ متروبوليس) واقع المنطقة من خلال القصص الصغيرة التي تخرج من قلب الأحداث، أو تدور حولها. الحروب، الأوطان، الهجرة، التطرف، وقصص أخرى شخصية أو من صنع الخيال، لكنها لا تنفصل كلياً عن الواقع.
من لبنان، سوريا، فلسطين، السودان، وتونس، جاءت اختيارات لجنة المهرجان موفقة من حيث مواضيع هذه الأعمال أو تقنيتها وتمكنّها البصري. الأعمال بمعظمها من إنتاج دول أغلبها أوروبي، شارك سابقاً في مهرجانات دولية ونال بعضها جوائز، أم أن بعض صانعي هذه الأفلام، نالوا جوائز عن أعمال سابقة.
لا تستطيع هذه المشاريع تجاهل الحرب وآثارها، إن كانت تغرف سيناريوهاتها من الأحداث الدائرة. لكن أصحابها لا يقاربون الصراعات بصورة مباشرة، بل من خلال نتف حكايات عابرة، نعيشها على هامش الحروب. «عيني» لأحمد صالح (الأردن) يجمع أطفالاً حول الموسيقى ليقدم نظرتهم إلى الحرب. «الولد والبحر» لسامر العجوري (سوريا) عن قصة طفل يغوص في البحر هرباً من الفقر والحرب. Mare Nostrum قصة أخرى على شاطئ المتوسط حيث رجل سوري يتخذ قراراً يعرّض بناته للخطر. «طفر» لزاهر جريديني (لبنان)، عن ثلاثة شبان يحاولون تهريب قطع أثرية على الحدود السورية – اللبنانية. «الصراط المستقيم» لفؤاد عليوان وأوفيدو الحوت (لبنان/سويسرا)، عن زكريا الذي يفكر بمصير وطنه وعائلته مع ارتفاع موجة التطرف الديني.

«الصراط المستقيم»
لفؤاد عليوان عن موجة
التطرف الديني



مقابل هذه الأحداث، يصوّر «تصريح» لغنى عبّود (لبنان)، الرحلة الأخيرة لميرا الفلسطينية اللاجئة، التي تقصد وطنها. هناك مساحة لقصص شخصية، أو إنسانية تصوّر زوايا مختلفة من مجتمعاتنا، حياة الشارع، العلاقات العائلية، أو فسحة خيال يلعب بها كاتب القصة. يصوّر TAKE 18 لماريا لويز إليا جريمة قتل حصلت في لبنان، خلال تصوير فيلم، ضحيتها نجمة أميركية صاعدة، والكل مشتبه به.
في «نيركوك» لمحمد كوردوفاني (السودان)، نرى الطفل آدم الذي خسر والده في تفجير، فيترك المدينة، ويبدأ مغامرة خطرة مع بلطجي يقتحم المنازل، فيما انطلقت اللبنانية مونيا عقل من أزمة النفايات لترسم صورة غير سوداوية لامرأة تتشبث بالبقاء في فيلم «صبمارين».
أما القصص الشخصية التي تنتزع الحكايات من داخل جدران المنزل والتحولات في العلاقات العائلية والإنسانية، فتتمثل في «خلينا هكا خير» لمهدي البرصاوي (تونس)، و«وقت» لوائل ديب، و«اجتزت الممر» لربيع الأمين (لبنان).
بالإضافة إلى الأعمال الروائية القصيرة، يضم المهرجان وثائقيات قصيرة لمخرجين لبنانيين مثل: «خبز وشاي» لسارة قصقص وليليان رحال، عن يوميات محمد، ابن التسع سنوات في مخيم على الحدود السورية اللبنانية، و«وضعية تسلّل» لمروان حمدان الذي يروي هزيمة المشروع اليساري، من خلال سمير الذي خلق عالماً بديلاً، حيث الانتصارات غير مستحيلة. وهناك «تنظيف سكاربك» لفرح قاسم عن ارتدادات العمليات الإرهابية في أوروبا في حيّ مولمبيك في مدينة بروكسيل، حيث قرّر وزير الداخلية تطهيره من «المتطرفين».




الرقابة والهويات الجنسية

بالتعاون مع «مؤسسة هينرش بُل»، سيعرض فيلم «سينما الفؤاد» لمحمد سويد، تليه طاولة مستديرة عند السادسة من مساء الأربعاء 22 آذار (مارس) في «متروبوليس أمبير صوفيل». تتطرّق الطاولة المستديرة إلى موضوع الرقابة في لبنان وحرية الأفراد، وإلى تحديات الإنتاج والنشر التي تواجهها الأفلام التي تقارب الهويات الجنسية. تطاول الجلسة أيضاً المنحى القانوني لهذه القضية بمشاركة المحامي نزار صاغية، والمخرج محمد سويد، والصحافية سحر مندور، والمديرة التنفيذية في جمعية «حلم» غنوة سمحات، والمنتجة كارول عبود، والأكاديمية سارة مراد وريما المسمار من «آفاق»، بينما تديرها إيلينا ناصيف.