الليلة، تنطلق الدورة التاسعة من «أيام بيروت السينمائية» بفيلم «ربيع» (س:19:30 ـ أسواق بيروت ـ راجع المقال أدناه) للبناني فاتشي بولغورجيان الذي حازت عنه جوليا قصار جائزة أفضل ممثلة في «مهرجان دبي».
هذه السنة، يضم البرنامج عدداً من الأفلام الروائية الطويلة الاستثنائية لمخرجين في تجاربهم الأولى مثل بولغوريان، وأيضاً التونسي علاء الدين سليم بـ «آخر واحد فينا» (16/3 ــ س: 19:30 ـ متروبوليس) الذي حاز جائزة «أسد المستقبل» في أسبوع النقاد ضمن «مهرجان البندقية». يروي الشريط رحلة شاب يعبر الصحراء الأفريقية بحثاً عن مكان أفضل. يسرق أحد المراكب، إلا أنّ رحلته لا تقوده إلى أوروبا، بل إلى الغرق في ذاته، تماهياً مع الغرق الفعلي. الفيلم الخالي من الحوارات، أشبه بملحمة عن العزلة، والوحدة، والضياع والإنسان في مواجهة الطبيعة ومخاوفه وهواجسه الأصلية.
أما في «نحبك هادي» (17/3 ــ س:19:30 ـ متروبوليس) للتونسي محمد بن عطية الذي فاز بجائزة الدب الفضي لأفضل ممثل (مجد مستورة) في «مهرجان برلين»، فهو ثورة ذاتية يعيشها البطل الخاضع لكل الأنظمة الديكتاتورية في حياته، سواء لربّ عمله، أو للنظام العائلي التقليدي وأمه التي تدير حياته. تشتعل هذه الثورة عندما يلتقي بامرأة، فيحرّره الحب من العبودية المستترة التي كان يعيش تحت وطأتها. أما «أخضر يابس» (19/3 ــ س:20:00 ـ متروبوليس) الذي نال عنه المصري محمد حماد جائزة أفضل مخرج في «مهرجان دبي»، فيقترب إلى حد ما من «نحبك هادي» في ثورة الشخصيات على ذاتها، لكن من خلال البطلة إيمان. بفعل الظروف التي تتحد مع التقاليد والدين، لتحرمها من حقها بأن يكون لها كيان خاص أو رغبات ذاتية، تقرر إيمان في لحظة أن تتمرد على صورة الحياة التي كانت مقتنعة بها. «رحلة فرنسا» (20/3 ـ س:19:30 ـ متروبوليس) للجزائري رشيد جعيداني الذي عرض في «أسبوعي المخرجين» في «كان» ويشارك في بطولته الفرنسي جيرار دوبارديو، يروي قصة صداقة تجمع عازف راب شاباً، وأب منتجه الفني أثناء رحلة يقومان بها على الموانئ الفرنسية على خطى الرسام الفرنسي كلود جوزيف فرنيه. من المغرب، يعرض «جوّع كلبك» (21/3 ـ س:21:30 ـ متربوليس) لهشام العسري. اختار العسري هذه المرة أن يستعرض حقبة من تاريخ المغرب من خلال شخصية الجلاد لا الضحية عبر شخص إدريس البصري وزير الداخلية الأشهر في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.

«بيت البحر» لروي ديب من الأعمال الروائية اللبنانية المنتظرة

ومن الأفلام الروائية اللبنانية المنتظرة «بيت البحر» (16/3 ـ س: 21:30 ـ متروبوليس) لروي ديب الذي حاز فيلمه القصير «مونديال ٢٠١٠» جوائز عدة منها. تدور قصة «بيت البحر» الذي حاز جائزة لجنة التحكيم «تنويه» في «أيام قرطاج السينمائية» حول أصدقاء يجتمعون بعد غياب طويل في بيت ريا البحري الذي تسكنه مع أختها الكبرى ليلى. يقررون المكوث للعشاء بعد حفلة الغناء التي تقيمها ريا. على طاولة العشاء، متنازعة بين البوح والتكتم، تباشر الشخصيات سرد قصصها. كما يعرض «فيما بعد» (23/3 ـ س:18:00 ـ متروبوليس) لوسام شرف الذي حاز جائزتين في «مهرجان الفيلم القصير» في فرنسا. تنطلق قصة الشريط من عودة البطل هاني إلى ضيعته في لبنان التي يجدها خالية. ومن الأفلام التجريبية التي تعرض في «دواوين» (الجميزة)، نشاهد «سكون السلحفاة» (17/3 ـ 22/3) لروان ناصيف الذي يبرز كتجربة أولى ملفتة من خلال العالم البصري والسمعي الخاص الذي تأخذنا إليه المخرجة. في الفيلم الخالي تقريباً من الحوار، تروي ناصيف رحلة مشاهد صامت، يلتقط من المشاهد انعكاساتها وأصواتها، ويغرف عليها من مشاعره وحنينه، لتهدهد عزلته كما الموج.
حس الانتماء كما يبدو في الفيلم هو اتصال المشاهد والحيوات ببعضها، لكنها ما تلبث أن تنفصل في نهايته، وتتحول إلى ما يشبه لوحات مضيئة تخرج منها الشخصيات وتدخل.

«أيام بيروت السينمائية»: بدءاً من اليوم حتى 24 آذار (مارس) ــ متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية) «دواوين»، «متحف سرسق»، «أسواق بيروت» ــ للاستعلام: 01/204080




الشعب يريد «مولانا»

بالنسبة إلى الرقابة على الأعمال المشاركة من لبنان والدول العربية، لا اعتراض من الأمن العام حتى الآن على أي فيلم باستثناء استمرار محاولة إدارة المهرجان الحصول على إجازة عرض «مولانا» (24/3 ــ س: 19:30 ـ متروبوليس) من دون حذف، على اعتبار أنه عرض ثقافي ضمن المهرجان. وكان الأمن العام وافق على عرض الفيلم تجارياً في الصالات اللبنانية، شرط حذف بعض المشاهد التي اعترضت عليها دار الفتوى. المديرة الفنية للمهرجان زينة صفير أكدت أنه في حال عدم الموافقة على عرضه كاملاً، لن يُعرض في المهرجان.