الثورات العربية السياسية والرقمية، وإشكاليات التبادل الثقافي خيّمت على «ملتقى ابن رشد» منذ دورته الأولى في بيروت عام 2012. أسئلة خارجة من حرص الملتقى على تحليل بعض الحقائق والظواهر في المجتمع ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. مساء بعد غد الاثنين، تنطلق فعاليات النسخة الثالثة من الملتقى الذي يقام سنوياً بين مرسيليا وبيروت بالتعاون مع «ملتقى الثقافة» في مرسيليا وجمعية «السبيل»، وجمعية «شمس» و«ترنسفرسيتي».

تحت عنوان «أنا ابن رشد» المستوحى من شعار «أنا شارلي إيبدو» الذي انتشر بعد الجريمة الشهيرة في باريس، يدعو الملتقى مفكرين وأكاديميين وصحافيين وفنانين وباحثين إلى طاولات مستديرة للخوض في نقاشات متعددة حول هذه العلاقة. من هو ابن رشد؟ هل العالم العربي بحاجة إليه الآن؟ مع صعود التطرّف الديني، اختار الملتقى العودة إلى ابن رشد، وإرثه المحجوب اليوم أمام بعض الأفكار الظلامية الإسلامية. هكذا إذاً يستحضر المشاركون الفيلسوف الإسلامي الطليعي، ويسائلون راهنية أفكاره وطروحاته ودورها في النظرة إلى الحقيقة المعاصرة، من خلال طاولتين مستديرتين يستضيفهما الملتقى على يومين.
الطاولة المستديرة الأولى تحتضنها «المكتبة العامة لبلدية بيروت ــ مونو» عند السادسة والنصف من مساء الاثنين 30 آذار (مارس).
تحت عنوان «أنا ابن رشد في مواجهة ابن رشد» تقام النقاشات باللغة الفرنسية (مع ترجمة عربية)، وتتطرق إلى حرية التعبير انطلاقاً من مواجهة الغرب لابن رشد في عصره، حين كان الغرب لا يزال محكوماً بالمسيحية المتطرفة.

نقاش حول راهنية افكاره وطروحاته

هل لحرية الفكر والتعبير حدود؟ أين تبدأ وأين تنتهي؟ وما تأثيرها في إثارة العنف، والتوازن في الحرية بين الشرق والغرب. من هذه الأسئلة تنطلق نقاشات مستديرة ينسقها الزميل بيار أبي صعب، ويشارك فيها الباحث اللبناني في العلاقات الدولية وليد شرارة، والمفكر الجزائري وعالم الانتروبولوجيا المختص بالأديان والباحث والكاتب مالك شبل، وعالمة الاجتماع التونسية خولة مطري. «موت ابن رشد في مواجهة قيامة ابن رشد» هو عنوان الطاولة المستديرة الثانية التي تحتضنها «المكتبة العامة لبلدية بيروت ــ الباشورة» عند السادسة والنصف من مساء الثلاثاء 31 آذار (مارس). التطرف الإسلامي العربي وارتباطه بالغرب هو الثيمة الأساسية التي تتمحور حولها الندوة، إلى جانب إشكاليات خارجة من اللحظة والنقاش العربي والعالمي الراهن حول الأصوليات الدينية. هل التعصب هو ردة فعل على الأفعال الغربية أم هو ناجم عن تجذر الأنظمة العربية؟
هل هذه نتيجة السياسات والديكتاتوريات المحلية السيئة؟ أم أننا نتحمّل أخطاء غيرنا؟ منسق هذه الندوة هو المحامي نزار صاغية، ويشارك فيها الصحافي والكاتب اللبناني نصري الصايغ وعالم السياسة اللبناني سمير فرنجية والمحامي اللبناني نزار صاغية والمسرحي اللبناني روجيه عساف.
علماً أنه خلال فعاليات الملتقى، سيتم توزيع كتيبات باللغة الفرنسية تحت عنوان «لبنان مهد التبادل الثقافي»، تضم كلمات المشاركين في ملتقى العام الماضي.

* «ملتقى ابن رشد»: عند السادسة والنصف من مساء الاثنين 30 والثلاثاء 31 آذار (مارس) ــ «المكتبة العامة لبلدية بيروت» (مونو والباشورة). للاستعلام: 01/381290