نصر جميل شعثفي كتابها الجديد «العنف وقضايا نسوية أخرى» (الحضارة العربية ـــــ القاهرة)، ترصد الباحثة الفلسطينية ميّ نايف جملةً من علامات الضغط الاجتماعي والوطني السائدة في شعر المرأة الفلسطينية من 1967 حتى نهاية القرن العشرين. كتاب يتناول العنف بأنواعه المختلفة: الاجتماعي والسياسي والنفسي واللغويّ.. إضافةً إلى قضايا وثنائيات أخرى غير محسومة مِن قبيل: المرأة/ الأنثى، الحبّ/ الجنس، المرأة/ الزمن، الحرية، الحزن، الخوف، الموت، والرثاء. هذه الثنائيات دُرست في تجارب 23 شاعرة من مختلف أجزاء فلسطين، بما فيها فلسطين التاريخية. وقد أشارت الباحثةُ باستفاضة إلى سيرهنّ وبيئتهن الثقافية ونتاجاتهنّ الشعريّة في ملحق ضُمّ إلى الكتاب. وقد شمل العمل مناقشات بحثية نفسيّة وفكرية تناولت أثر اللاوعي واللاشعور في تخطّي المرأة عقبات واقعية، والأثر الإيجابيّ في كتابة القضايا النسوية في شكل جمالي فنّي يفتح الطريق لقراءة أسلوب المرأة والبعد البيولوجي الداخلي في تكوين خطاب نصّها. يُذكر أنّ «العنف وقضايا نسويّة أخرى» هو الجزء الثاني من دراسة شاملة، تناولت الباحثة بشكل منفرد في جزئها الأوّل، السمات والخصائص الفنيّة في شعر المرأة الفلسطينية الذي تطوّر ونما في باطّراد كمّاً وكيفاً. وهو ما حفّز الناقدة الفلسطينية على الانطلاق من تجربة المرأة في حقل الشعر، للبحث في قضايا وهموم يقف وراءها الاحتلال والمنفى وطبيعة الحياة القاسية التي عاشتها وتعيشها المرأة الفلسطينية. ويرصد الكتاب تأثير ذلك كلّه على كتابات المرأة، شكلاً ومضموناً، إضافةً إلى الفروق القائمة من بيئة إلى أخرى والشروط الاجتماعية التي تحكم طبيعة تعبير المرأة عن حاجاتها ورغباتها.
ميّ نايف، تشير إلى بصمات فنيّة واضحة طبعتها الشاعرة الفلسطينية في مضمون بنّاء ولافت، جعلَها في موقع جماليّ متقدّم بالأفكار واللغة. كما تشدّد الباحثة على دور اللغة في تكوين المرأة للأنا والآخر والعالم. وبذلك هي تنتصر لوعي المرأة؛ فتبرز مقاومتها للنظرة الجاهزة في مجتمع هو ضحيّة أنماط كثيرة من القيم السائدة التي مثّلت نمط النظرة العنيفة والقاسية بحقّها. أمام ذلك، تنوعت مهمات نضال المرأة وتطوّرت من درجة المواجهة المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي إلى وعي نسوي بقدرتها على إحداث تطوّر حثيث في المجتمع.