بشير صفير
للمرّة الأولى تقف لينا شماميان (الصورة) على الخشبة في لبنان، والحدث بحد ذاته يستحق الحفاوة. المغنية السورية، الأرمنيّة الأصل، تنتمي إلى جيل جديد في الأغنية العربيّة يجمع بين أصالة الطرب ومزاج العصر. صاحبة الصوت الرقيق، عرفت التكريس بسرعة، أقله في الأوساط المتابعة للتجارب الجديدة غير التجارية. جمهورها واسع في سوريا، وهي محبوبة لفنها طبعاً، لكن أيضاً لخفة ظلها ومحيّاها الطفولي. حفلاتها هناك تجمع الكبار والصغار بالآلاف. وبعدما غنّت الفنّانة الشابة في عدد من المدن العربيّة، يحين موعدها غداً مع جمهور بيروت، في قصر «الأونيسكو»، بمبادرة من شركة إنتاج مستقلّة هي Simple L (هيفا الفقيه).
أصدرت لينا أسطوانتَيْن في 2006 («هالأسمر اللون») و2007 («شامات»)، حققتا نجاحاً كبيراً في سوريا ولبنان أولاً، وفي البلدان العربية أيضاً (مصر والأردن خصوصاً). هذا النجاح، الآتي من الموهبة والدراسة والعمل الجاد إلى جانب الموزّع الموسيقي السوري الشاب باسل رجوب، حقق لشماميان شهرةً واحتضاناً.
في عملها الأوّل، غنّت شماميان من التراث الشامي حصراً، عدداً من الأعمال المعروفة، غير أنها أضفت أداءها الخاص على خلفية جديدة في إعادة التوزيع الموسيقي المطعّم في الجزء الأكبر منه بالجاز والموسيقى اللاتينية نغماً وإيقاعاً. في «شامات»، تابعت لينا مع باسل رجوب في الاتجاه ذاته لناحية استعادة الكلاسيكيات وطريقة قوْلَبتها، ليقدّم الثنائي الشاب عملاً أكثر نضجاً وجديّة، أضيفت إليه هذه المرّة بعض الأعمال الخاصة. إذاً، في حفلة مساء غدٍ الأحد، سيتمحور البرنامج الذي ستقدّمه لينا شماميان مع فرقتها حول هذا الرصيد من الأعمال، بالإضافة إلى ثلاث أغنيات انتقتها من الألبوم الجديد (يحمل عنوان «رسائل») الذي تعدّ لإطلاقه مطلع السنة المقبلة. يبقى أن نعرف مدى اهتمام الجمهور اللبناني بالفنانة السورية. فجزءٌ منه ربما لم يسمع باسمها من قبل بسبب إهمال الإعلام للتجارب المماثلة. لكن، لتوضيح الصورة أكثر أمام القارئ، يمكننا اعتماد أسلوب موقع Amazon في الباب المخصَّص لبيع الأسطوانات: من تهمه ريما خشيش، فقد تهمه لينا شماميان... الطرب الشعبي شعار الأولى، والتراث/ الفولكلور الشعبي شعار الثانية، لكن خندق الفن الجادّ واحد.


8:00 مساء غد الأحد ــــ «قصر الأونيسكو» (بيروت)، للاستعلام: 03/492100
www.lenachamamyan.net