تتكشف تباعاً السياسة التحريرية التي تتّبعها صحيفة «النهار» اللبنانية في تغطيتها للحرب التي يشنها العدو الإسرائيلي على لبنان. فقد انضمت الجريدة إلى جوقة الإعلام المحلي المطبّل للسردية الإسرائيلية، وأوكلت إليها مهمّات بث الفتن في بيئة المقاومة، عبر توجيه سهامها نحو الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم.

(رحمة ــ تركيا)

كما تفرد «النهار» صفحاتها على السوشال ميديا، لنقل تصريحات «جيش» العدو وإنجازاته الوهمية في المعركة البرية التي يشنها منذ أكثر من شهر على جنوب
لبنان.
هكذا، التحقت «النهار» بقناة mtv وباتت سياستهما واضحة، فتحولتا إلى صندوق بريد للعدو وأحد أبواقه التي تتفنن في نشر خطاب العداء والتحريض، وإحدى الوسائل الأساسية في الحرب النفسية التي يشنّها على المجتمع اللبناني.
في هذا السياق، وصلت أصداء تغطية الصحيفة اللبنانية إلى «هآرتس» الإسرائيلية التي نشرت موضوعاً مطوّلاً، مشيدةً فيه بأداء «النهار» في السنوات الأخيرة. وتحت عنوان «تحت قيادة محرّرتها الشجاعة، تحافظ صحيفة «النهار» اللبنانية على معارضتها لسوريا و«حزب الله» والنفوذ الإيراني»، سرد المقال رحلة رئيس تحرير الصحيفة الصحافي الراحل جبران تويني، ومواصلة ابنته نايلة رئاسة التحرير بعد والدها.
وكانت الصحيفة قد أعلنت في أيار (مايو) الماضي، أنّها أصدرت طبعة إماراتية يتم إعدادها في بيروت. جاءت تلك الخطوة في وقت تعاني فيه الصحافة اللبنانية من أزمات مالية أدت إلى توقيف مجموعة من الصحف.
لكن الدعم المالي الإماراتي يُترجم حالياً على الأرض عبر قيام الصحيفة بتنفيذ الأجندات الإماراتية المطبّعة مع العدو. فقد باتت الصحيفة بمنزلة الطفل المدلّل لدى الإمارات، وإحدى الأذرع الأساسية لها في لبنان.
أشادت صحيفة «هآرتس» بأداء المطبوعة اللبنانية


وفي إطار سياستها التحريرية، نشرت «النهار» أخيراً موضوعاً، متسائلة «هل تنقص نعيم قاسم الكيمياء مع الشيعة؟» في رسالة واضحة لبث الفتنة بين الطائفة والتصويب على قاسم قبل تسلّمه مهماته في الحزب. ولا ننسى المقال الذي نشرته مبررةً الغارات الإسرائيلية في محلة بيت صليبي في البقاع، إذ أوردت عن استهداف «معامل مخدرات تابعة لـ «حزب الله»، بحسب ادعائها، قبل أن تصدر عائلة بيت صليبي بياناً تنفي فيه الاعداءات الكاذبة، ومؤكدة على أنّ الخبر عارٍ عن الصحة ويندرج في إطار تشويه صورة بلدة من بلدات البقاع الحاضن للمقاومة.
في المقابل، راحت الصحيفة تنقل أخبار «جيش» العدو وتروّج لـ «انتصاراته» في العملية البرية، ونشرت الفيديوهات التي عرضها ضمن حملة التضليل الإعلامي التي يتفنن بها، ثم تحولت إلى ناطقة باسمه، ناقلةً عنه حرفياً «الجيش الإسرائيلي هاجم 110 أهداف لحزب الله في لبنان».