مع اقتراب موعد انتخاب رئيس لاتحاد «جمعيّات العائلات البيروتيّة» ومعه 17 عضواً في الهيئة الإداريّة، في 9 حزيران المقبل، تزداد الأمور حماوةً. أول من أمس، انشغل المتابعون بخبرٍ انتشر بين المعنيين بأنّ الموظّف السابق في وزارة الماليّة والمحاسب السابق لدى «جمعيّة المقاصد الخيريّة»، بسّام تميم، قدم ترشيحه بواسطة أحد الأشخاص لوجوده في الخارج.ترشيح تميم، إن صحّ، ليس تفصيلاً، بل يشي بأنّ رئيس الحكومة السابق قرّر أن يلعب فوق الطاولة و«يهجر» لعبة الألغاز والإيحاءات، ويعني أنّ صراعاً علنياً سيندلع بينه وبين تيّار المستقبل بعد فترة طويلة من «الاشتباك الصامت» بينهما.
وتميم. من اللصيقين بالسنيورة مذ كان وزيراً للماليّة، وعلى مرّ سنوات، لم تتوقف العائلة المكوّنة من 3 أشقاء نافذين في الدولة (بسام وماهر وفادي) عن ملازمة «السادات تاور»، رغم تقرّبهم من شخصيات سنيّة، كوزير الاقتصاد أمين سلام مثلاً.
حتى الآن، يؤكّد معنيون في «الاتحاد» أنّ اسم تميم ليس بين الأسماء الـ 11 التي قدّمت طلبات ترشح حتّى أول من أمس. وما زاد الأمر التباساً هو أن تميم نفى أمام بعض من تقصّد الاتصال به خبر ترشحه، مؤكّداً أنّه «لا يفكّر في الأمر أصلاً».
رغم ذلك، يصرّ متابعون على أنّ «لا دخان بلا نار». وهؤلاء، من جهتهم، ينقلون عن تميم أيضاً أنّه «حضّر كتاب ترشيحه في انتظار المزيد من اتصالات التشاور، على أن يُقدّمه قبل ساعات من إقفال باب الترشّح في 29 أيّار الجاري، لكنه أكد أن لا طموحات له برئاسة الاتحاد.
ما يتعلّق بالترشّح من عدمه، ينطبق أيضاً على التنسيق مع السنيورة في شأن هذه الخطوة. مقربون منه يؤكدون أن «لا علم له بالأمر، وهو لا يتدخّل في شؤون الاتحاد»، فيما آخرون يستبعدون إقدام تميم على خطوة كهذه من دون استشارة «السادات التاور»، ويؤكدون أنّ السنيورة لا يُريد أن يخرج من «المولد بلا حمص»، بل ينوي أن يكون «شريكاً مضارباً» بين البيارتة، كي يحفظ حصّته من التسوية وفي الهيئة الإداريّة الجديدة. من هنا، فإن «كبّ» ترشيح تميم هدفه «الحرتقة» على التسوية التي يُعمل عليها حالياً، بعدما تحوّل «حلف» الرؤساء الأربعة السابقون، الذين كان السنيورة يعوّل عليهم، إلى أجنحة متصارعة؛ محمّد أمين عيتاني ورياض الحلبي في مكانٍ، فيما لكل من محمّد عفيف يمّوت ومحمّد خالد سنو رأي مختلف، وأصبح لكل رئيس سابق تكتيكه المستقل في المعركة المقبلة وعاد بعضهم إلى قنوات التواصل مع «المستقبل».
«أجنحة» تيار المستقبل تتوحّد خلف ترشيح محي الدين كشلي


ويتردد أن خلافات وقعت بين عيتاني ويموت، أكثر الرؤساء المتعاقبين تأثيراً، بعدما رشح أن الأخير ينوي دعم لائحة بغض النظر عن موقف زملائه، ويسعى إلى إقناع البعض للترشح إلى الرئاسة مُقابل تسهيل مهمته في أسماء الأعضاء وتأمين الدعم لهم. ورغم ما يُحكى عن محاولة يموت تهميش عيتاني والاستئثار بالقرار، يؤكّد يمّوت أمام زائريه: «سأبقى متفرّجاً ولن أتدخّل في الانتخابات».
وعلمت «الأخبار» أنّ اجتماعاً سيُعقد بين الرؤساء الخمسة غداً لإعادة التنسيق في ما بينهم بشأن الانتخابات، علّهم يخرجون بموقفٍ موحّد.

اجتماعات سريّة
في المقابل، لا يبدو أن «المستقبليين» في صدد إخلاء الساحة، ويُردّدون أنّه «لا يُمكن لخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يندثر داخل الاتحاد». ويُدرج بعضهم «حركة السنيورة» بترشيح تميم في خانة محاولته لخلط الأوراق يُريدها بعدما شعر بأنّ التوافق بات قاب قوسين أو أدنى حول مرشّح «المستقبل» محي الدين كشلي الذي توحّدت خلفه معظم «الأجنحة» داخل «التيّار الأزرق» بعدما كان مرشّحاً محسوباً على الأمين العام أحمد الحريري، إذ إن كشلي كان مقرباً من النائبة السابقة بهيّة الحريري خلال عملها في وزارة التربية.
توحّد «أجنحة» المستقبل خلف كشلي تشير إليه أيضاً لقاءات رئيس «جمعيّة بيروت للتنمية الاجتماعية» أحمد هاشميّة الأسبوع الماضي مع عددٍ من المؤثرين داخل «الاتحاد»، إضافة إلى الرؤساء السابقين، وآخرها الأحد الماضي مع محمّد أمين عيتاني طالباً دعم كشلي.
وتختلف الروايات حول الاجتماع. مقربون من هاشمية يشدّدون على أنّه كان «إيجابياً وعيتاني وعد بالسيْر بكشلي»، فيما المقربون من عيتاني أشاروا إلى أن الأخير رفض كلّ «الإغراءات» التي قدّمها هاشمية لأنّه يفضّل «مرشّحاً من المُتابعين لأمور الاتحاد ويملك حيثيّة فيه»، كما يرفض فكرة إسقاط الرئيس بـ«البراشوت»، أو أن يكون «موظفاً» لدى المستقبل. كما يُنقل عن عيتاني أنّه غير متحمّس لترشيح نائب الرئيس الحالي عبدالله شاهين للرئاسة لأنّه «نال حقه في التمثيل أكثر من مرّة»، فيما يلفت البعض إلى أنّ شاهين لم يكن ليترشّح لولا دعم العائلات».
أمّا النائب فؤاد مخزومي فيبدو بعيداً من الأجواء، ويُنقل عنه أنّه لا يريد التدخّل في انتخابات «الاتحاد»، ولو أن متابعين يشكّكون في ذلك، ويعزون ابتعاده إلى «خسارة» بعض الشخصيات التي كانت محسوبة عليه والتي انضمّت أخيراً إلى صفوف النجل الأكبر للرئيس الحريري، بهاء الحريري، ما أدى إلى ضعف «اللقاء التشاوري» الذي ولد لمجابهة الأحزاب داخل «الاتحاد» قبل أن «تنوبه» لوْثتهم.