في إطار الخطة الإستراتيجية لوزارة الشؤون الاجتماعية لحماية النساء والأطفال 2020-2026، تقدّم اليونيسف دعماً مالياً بقيمة 40 دولاراً شهرياً لنحو 20 ألف شخص، خلال فترة أولية مدتها 12 شهراً يتسلّمونها عبر الـ Omt. الفئة المستهدفة تطاول الشباب والشابات من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين ولدوا بين عامي 1995 و2005. ومعلوم أن الأشخاص ذوي الإعاقة يُعدون من بين الفئات الأكثر ضعفاً في لبنان، ويواجه عدد كبير منهم قيوداً وحواجزَ متعدّدة تحول دون وصولهم إلى الخدمات الأساسية. بالإضافة إلى أنهم يواجهون تكلفة أعلى بسبب إعاقتهم وفرصهم الضائعة لكسب الدخل، وهم أكثر عرضة للعيش في فقر ولا سيما في ظل الانهيار الاقتصادي مع إغلاق الكثير من مؤسسات الرعاية الاجتماعية أبوابها، وتقليص خدماتها للحدّ من المصاريف. وفيما لا توجد بيانات دقيقة عن عددهم الإجمالي في لبنان، تشير قاعدة بيانات مراكز تأمين حقوق المعوّقين إلى أن عدد الأشخاص ذوي الإعاقة الذين تقدّموا بطلبات للحصول على بطاقة الإعاقة الشخصية، هو 109 آلاف شخص من مختلف الفئات العمرية وفقاً لوزارة الشؤون الاجتماعية.
ولكن هل يكفي مبلغ الـ40 دولاراً الشخصَ المعوّق لتأمين احتياجاته؟
بحسب المسؤولة الإعلامية في «اليونيسف» بلانش باز فإن «هذه المساعدة النقدية تمكّن المستفيدين من اختيار وتحديد أولويات احتياجاتهم من السلع والخدمات التي هم في أمسّ الحاجة إليها، كما تربط المستفيدين بالخدمات الأساسية التي قد يحتاجون إليها وأفراد أسرهم أيضاً. مع إمكانية إحالة الأفراد إلى بعض الخدمات التكميلية الأخرى».
مُنحت هذه الفئة العمرية الأولوية في البرنامج نظراً إلى التمويل المتاح


أما عن سبب حصر المساعدة بهذه الفئة، أي من عمر 18 إلى 28 سنة، بينما حال بقية الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة لا تقلّ سوءاً؟ تجيب باز «ندرك أن الفئات العمرية الأخرى تعيش في هشاشة بشكل متساوٍ، لكن مُنحت هذه الفئة العمرية من الشباب/ الشابات الأولوية خلال مرحلة بدء البرنامج نظراً إلى التمويل المتاح، ولأنها فئة تواجه مخاطر تهميش اجتماعي واقتصادي مرتفعة، خاصة خلال فترة انتقالهم من رعاية ذويهم/ن أو دور الرعاية إلى الدراسة العليا أو سوق العمل. لذلك فإن هذه المرحلة الانتقالية تشكل مرحلة تأسيسية في تأمين الاستقلالية الشخصية لكلّ فرد. وتشير الأدلة المتاحة إلى افتقار الشباب/ الشابات من ذوي الإعاقة لوسائل الدعم التي تعزز إدماجهم/ن الاقتصادي والاجتماعي لكن مع توفّر المزيد من التمويل الذي يمكّن من تغطية الفئات العمرية الإضافية».
يُعدّ برنامج البدل النقدي للأشخاص ذوي الإعاقة جزءاً من مبادرة «معالجة مكامن الضعف في دورة الحياة من خلال الحماية الاجتماعية - إنشاء المنح الاجتماعية في لبنان»، الذي يهدف إلى الإشراف على دعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية، وإنشاء المنح الاجتماعية في لبنان، ابتداءً من البدل النقدي للأشخاص ذوي الإعاقة، انتقالاً إلى إنشاء منحة وطنية للطفل في مرحلة لاحقة بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية. «فاليونيسف وبرنامج حماية الطفل التابع للحكومة اللبنانية، يعملان مع عدد من المؤسسات والجهات الفاعلة لضمان معالجة قضايا العنف وسوء المعاملة واستغلال الأطفال والنساء بطريقة شاملة ومنهجية عبر تعزيز الإطار القانوني والسياسي والتغيير المجتمعي والسلوكي، ورفع قدرة مقدّمي الخدمات في منع انتهاكات حماية الطفل والعنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة للحالات عند حدوثها».