استضاف الاتحاد الأوروبي، في 29 آذار الماضي، ندوة حول إدراج شبكة «صامدون» الدولية الفلسطينية (شبكة تطوعية مستقلة تهدف إلى تعبئة الرأي العام للتضامن مع قضية الأسرى في السجون الإسرائيلية) على قائمة الإرهاب في أوروبا. الندوة التي أقيمت في مقر الاتحاد في بروكسل، نظمها The international legal forum (ILF)، وهو منتدى يعرف عن نفسه بأنه «شبكة دولية من المحامين الداعمين لإسرائيل والمحاربين للإرهاب»، وشارك فيها المرشح السابق عن طرابلس عمر حرفوش.مكتب حرفوش، صاحب «مبادرة الجمهورية اللبنانية الثالثة»، وزع خبراً عن زيارته إلى مقر الاتحاد الأوروبي في التاريخ نفسه، و«في جعبته ملفات لبنانية عدة هامة سيسلّمها إلى مسؤولين وأعضاء في البرلمان الأوروبي. أبرزها صفقة توسعة المطار وقروض الإسكان التي حظي بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي»، لكن من دون الإشارة إلى مشاركته في ندوة شيطنة «صامدون».
الموقع الإلكتروني للمنتدى نشر تغطية للندوة التي عقدت تحت شعار «معاً بمواجهة التطرف ولحظر منظمة صامدون المتطرفة المرتبطة بإيران»، وحضرها حرفوش إلى جانب ممثلي منظمات داعمة للعدو الإسرائيلي وأحزاب من اليمين الفاشي الأوروبي، وعرض خلالها الرئيس التنفيذي للمنتدى أرسين أوستروفسكي «أدلة عن وجود علاقة عميقة الجذور ومنهجية بين صامدون وإيران». وعرّف مدير الجلسة عن حرفوش بأنه «رجل السلام والتسامح»، قبل أن يلقي الأخير مداخلة مقتضبة ابتدأها بـ«أنني أعمل على مشروع السلام مع إسرائيل. لكن في بلدي هذه القضية معقدة». وتطرق إلى مصير التمويل الذي قدمه الاتحاد الأوروبي في لبنان. وقال: «بما أننا نتحدث من هم الإرهابيون ومن أين يأتون ومن يمولهم؟. في عملية البحث في برنامجي ضد الفساد في لبنان، أنه قبل سنوات ومع بدء الحرب في سوريا، أعطى الاتحاد الأوروبي مليار يورو للاجئين السوريين في لبنان. أين ذهبت الأموال؟ القسم الأكبر وصل إلى جيوب المسؤولين اللّبنانيين واشتروا يخوتاً وطائرات ومنازل. أمّا الباقي فذهب لتمويل الإرهاب ولإقناع الشباب والشابات بتلقي ألف دولار إذا وافقتم على الذهاب والقتال في سوريا و2000 دولار لعائلات من يُقتلون في سوريا. إذاً موّل الاتحاد الأوروبي الإرهاب بطريقة غير مباشرة وقد صنع إرهابيين لأنّ ذلك تحوّل إلى عمل. هؤلاء الشباب ذهبوا ليموتوا في سوريا وقسم منهم عاد وركب القوارب إلى أوروبا ليصبحوا ذئاباً منفردة. أنتم تتحدثون عن منظمات كتلك المرتبطة بإيران أو الإخوان المسلمين، لكن لهؤلاء أقله إدارة وجهات تمثلهم يمكنكم الحديث معها لمعرفة المشكلة قبل حصولها. وحالياً في مسقط رأسي في طرابلس، اكتشف الأمن اللّبناني مخبأ أسلحة أوكرانية!».
حرفوش قال لـ «الأخبار» إنه لم يكن يعرف من هو المنتدى «وهي المرة الأولى التي أسمع فيها بشبكة صامدون. مشاركتي جاءت بناء على دعوة من النائب في الاتحاد الأوروبي أنطونيو وايت الذي ترأس الجلسة. هم فوجئوا بي وأنا فوجئت بهم». لا يهتم حرفوش لخلفية منظمي الندوة إن كانوا من داعمي إسرائيل، «انطلاقاً من حرية الرأي في أوروبا. وأنا فخور بأني تكلمت بخلاف ما يتكلمون به وشرحت كيف تموّل أوروبا المتطرفين».
الأمين العام للحزب الديموقراطي الشعبي محمد حشيشو قال لـ«الأخبار» إن الندوة التي «تصوب على صامدون وعلى المسار الفلسطيني الثوري باتجاه تجريم أعضائها وإدراجهم على قوائم الإرهاب»، وهي «جاءت في ذروة تصاعد نضال الشعب الفلسطيني وحركته الأسيرة ومقاومته الباسلة ضد الاحتلال الصهيوني وجرائمه الفاشية، بهدف شيطنة وتجريم المنظمات الفلسطينية والعربية والعالمية المدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني».

«الديموقراطي الشعبي» و«حزب العمل» يستنكران ندوة حرفوش
استنكرت القيادة المشتركة للحزب الديمقراطي الشعبي وحزب العمل الاشتراكي العربي- لبنان الندوة، وقالت إنّه «في ذروة تصاعد نضال الشعب الفلسطيني وحركته الأسيرة ومقاومته الباسلة ضد الاحتلال الصهيوني الاستعماري، وفي مرحلة توحّش العدو في ارتكاب جرائمه الفاشية، عُقدت في مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل ندوة نظمها The international legal forum (ILF)، الداعم لإسرائيل، بحضور المدعو عمر حرفوش». ورأت أنّ «مشاركة حرفوش في الندوة الموجهة ضد نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته على مختلف الجبهات تستدعي إدانة صارخة من القوى الوطنية والتقدمية اللبنانية والعربية والعالمية لنهج التبعية وخدمة المشروع الصهيوني، ولدعوات التطبيع وأنسنة العدو والتغطية على وحشيته ومجازره». وطالبت «الجمعية الوطنية لمقاومة التطبيع وكافة شرفاء شعبنا بإثارة الموضوع ومتابعته، والقضاء اللبناني لملاحقة حرفوش قانونيا كون الكيان الصهيوني عدواً للبنان».