أعلن مكتب وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، أمس، ترؤّس الأخير مشاورات أمنية مكثّفة رفيعة المستوى، لم يُكشف عن مضمونها، وسط تداول تقارير تشير إلى أن المشاورات الأمنية تبحث التفجير الذي وقع أول من أمس عند مفترق بلدة مجدو (جنوب حيفا)، وأصيب فيه شاب فلسطيني من بلدة سالم بجروح وُصفت بالخطيرة. وتفرض المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتيماً إعلامياً شديداً على الحدث، وتحقّق فيه الأجهزة الأمنية. وشارك في المشاورات رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، ورئيس «الشاباك»، رونين بارك، ورئيسا شعبة العمليات وشعبة الاستخبارات العسكرية، وضباط رفيعون آخرون. وفي حين ذكر بيان وزارة الأمن أن «المشاورات تأتي في أعقاب الأحداث الأخيرة»، من دون الكشف عن أيِّها يجري الحديث، أكدت وسائل إعلام أن «الوضع غير عادي في المؤسسة الأمنية»، بينما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن «المداولات تأتي على خلفية التفجير الذي وقع أمس في مجدو والتتابع المقلق لعمليات التفجير». ووفقاً لموقع الصحيفة، فإنه «تم تقديم نتائج التحقيق الأولي بالأحداث الأخيرة إلى غالانت»، فيما يبدو منها «عبوة مجدو، وعملية زرع عبوة ناسفة على متن حافلة بمستوطنة بيتار عيليت غرب بيت لحم». وبحسب وسائل إعلام العدو، فإن «الشاباك» عبّر عن «قلقه من تصاعد محاولات تجهيز عبوات ناسفة في الأشهر الأخيرة، وإمكانية الوصول إلى صناعة الأحزمة الناسفة على غرار ما كان يجري خلال الانتفاضة الثانية». وتأتي عبوة مجدو، بعد عبوة الحافلة في مستوطنة بيتار عيليت، والعثور على عبوات ناسفة بحوزة مقاومين في بلدة جبع في الضفة الغربية، وقبل كل ذلك عبوة القدس التي قُتل فيها مستوطنان، وجرح العشرات.وبحسب قناة «كان» العبرية، فإن مسؤولي «المنظومة الأمنية قلقون جداً من تفاصيل القضية»، إذ إن «العبوة التي انفجرت في مجدو، لها مميّزات مختلفة عن تلك المعتادة في الساحة الفلسطينية (...) معظم تفاصيل القضية يحظر نشرها وفقاً لتعليمات الرقابة». في حين قال موقع «واللا»، إنه «وفقاً لمصادر أمنية، تذكّرنا عبوة مجدو بعبوات حزب الله الجانبية». المراسل العسكري ألون بن ديفيد أوضح أن «ما تمّ السماح بنشره هو أنه تم تفجير عبوة ناسفة في شمال إسرائيل عند مفترق مجدو، بطريقة تذكّر بأسلوب عمليات الحزام الأمني في لبنان. وتمّ تفجير العبوة لدى مرور سيارة إسرائيلية، لكن بطريقة غير فعّالة، على مسافة كبيرة نسبياً (...) يتعاون الشاباك والشرطة في التحقيق بالعملية. إنها حادثة غريبة وفريدة من نوعها في شمال إسرائيل». وكان الصحافي الإسرائيلي يوسي يهوشع غرّد على «تويتر»، قبل أن يحذف التغريدة: «تذكير من الماضي: في 12 آذار (مارس) 2002، أي قبل 21 عاماً ويومين، تسلّل إرهابيان من حزب الله، من لبنان إلى كيبوتس ميتزفه باستخدام جهاز متطوّر يشبه السلم، فوق السياج. وانتهى الأمر بمقتل ستة إسرائيليين». والمقصود في كلام يهوشع، هو عملية مستوطنة سلومي، التي نفّذها مقاومان من حركة «الجهاد الإسلامي»، تسلّلا إلى عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وصولاً إلى مستوطنة شلومي في الجليل، حيث نصبا كميناً في مزرعة للموز، واستهدفا دورية لجنود العدو، وخاضا قتالاً ضارياً تمكنا خلاله من قتل 6 جنود، قبل أن يُستشهدا.
وفي سياق متصل، بحسب «القناة 12» العبرية، فإن «حكومة نتنياهو وجّهت تحذيرات إلى عدة منظّمات في المنطقة، والشرق الأوسط، مفادها أن لا تستغلوا حالة الضعف إثر التظاهرات، لتنفيذ عمليات ضدّنا، لأن ردّنا على محاولاتكم سيكون قاسياً جداً». وفي السياق، ادعت القناة أن «حزب الله، إلى جانب إيران، يعملان في الآونة الأخيرة على تحويل أموال كبيرة لمجموعات مسلّحة تنشط في جنين بشكل خاص، إلى جانب نابلس، لتنفيذ هجمات داخل إسرائيل». في حين قال الكاتب والصحافي الإسرائيلي، يوني بن مناحيم، إن «حماس والجهاد وحزب الله، بالتنسيق مع «الحرس الثوري» الإيراني، يقومون بتسخين المنطقة استعداداً لشهر رمضان، لإحداث انتفاضة مسلحة جديدة في الضفة، وفي أراضي دولة إسرائيل».
ومساء أمس، أعلنت منظّمة جديدة «مجهولة»، تسمّي نفسها «قوات الجليل - الذئاب المنفردة»، مسؤوليّتها عن عملية تفجير عبوة ناسفة قرب مفرق مجدو، بحسب موقع «القناة 7» الإسرائيلية.