خلف نعوش الشهداء أمّهات صامدات وهبن جزءاً من أرواحهن فداءً لفلسطين، تستقبلن نعوش أبنائهن بابتسامات تختلط فيها الحسرة بالفرحة. أمّهات حملن وأنجبن أطفالاً ودفعن بهم إلى طريق الجهاد لتحرير فلسطين، وللدفاع عن إنسانية ضائعة في عالم تغتصب فيه الحقوق والكرامات يومياً.أمّ الشهيد، سيّدة النساء، ولا يمكن تخصيص يوم عالمي لها لأن كل يوم يومها، يوم صانعة المجد، يوم الأم التي تتحدى الألم والحزن وتزفّ ابنها عريساً باعتزاز وصبر ورضى وعزيمة.
هي تلك المرأة التي عاهدت زوجها ووالدها وشقيقها ورفيقها الشهيد بتنشئة ابنها على الشهادة. تلك المرأة التي استلمت بندقية شهيدها لتسلّمها إلى رفاقه من أجل متابعة المسيرة. هي تلك المرأة التي تلملم جراحها ودموعها خلف زغاريد النهار وتختزنها لليال، حين تغيب النظرات وتبقى وحيدة مع ذكريات ابنها الشهيد.
أمّ الشهيد... هي تلك المرأة العظيمة التي أنجبت طفلاً وربّته وعلمته وأرشدته إلى طريق الحقّ لتقدمه من أجل فلسطين. هي تلك المرأة التي نخجل أمام تضحياتها وصمودها ونشعر بالعجز والضعف مهما وصل شأننا...
هي المرأة التي خذلتها كل شعوب العالم، فبقيت صامدة مع قلة قليلة من الشرفاء.
القوس