تسلّم وزير التربية عباس الحلبي من المدير العام للتربية عماد الأشقر تقريراً إحصائياً يشير إلى «أنّ المعدل الوسطي العام للمدارس التي فتحت، وقامت بالتدريس بصورة طبيعية بلغ نحو 80 بالمئة»، وأمل الحلبي «أن يصبح التجاوب غداً (اليوم) كاملاً في كل المناطق اللبنانية».إلا أنّ ما يجري على الأرض مخالف تماماً لآمال الحلبي، وتقارير الأشقر، فإضراب الأساتذة في الثانويات مستمرّ من أقصى الشّمال إلى أقصى الجنوب، وانتفاضتهم المتجدّدة على الوزارة وتقصيرها وإهمالها وتهديداتها لهم من جهة، وعلى الروابط وتفرّدها بالقرار من جهة ثانية تعمّ الأراضي اللبنانية، إذ «وصل عدد الثانويات التي أقفلت تماماً إلى 230 ثانوية من أصل 275»، بحسب إحصاءات الأساتذة.
وفي الثانويات التي فتحت أبوابها للتدريس، يمتنع معظم أساتذة الملاك فيها عن الدخول إلى صفوفهم، ويقتصر التعليم على بعض المتعاقدين، مثل حال ثانوية رياض الصلح في بيروت، التي وضعت برنامجاً تدريسياً لثلاثة أساتذة فقط، ويتوقع مراقبون أن يلتحق المزيد من الثانويات بركب الإضراب، إذ يتسبّب عدم إلتحاق الأساتذة بصفوفهم بعد حضور التلامذة بالفوضى، وبالتالي تقوم الإدارات بإعادة الإقفال.
ولم تنفع الـ 50 دولاراً الإضافية التي وعد بها وزير التربية مديري المدارس في دفعهم للوقوف بوجه أساتذتهم، إذ يفيد المعلّمون في أكثر من ثانوية عن «وقوف المديرين في صف الأساتذة المضربين، والتحريض على عدم وقف الإضراب، لعدم تحقّق أيّ من المطالب».