إلى ذلك، شهد ملفّ التحقيقات في قضايا فسادٍ في قلمي بعبدا وعاليه مستجدات تمثّلت بإصدار قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور قراره الظني أول من أمس بعد ثلاثة أشهرٍ على توقيف الموظفين. وفي حيثيات القرار عُلِمَ أنه بموجبه أخلى سبيل 26 من صغار الموظفين (19 من قلم بعبدا و7 من قلم عاليه) بكفالة مالية كبيرة بقيمة 300 مليون ليرة وظنّ بهم جنحة، بينما أبقى على 8 موقوفين واعتبر فعلهم جناية. وهؤلاء من كبار الموظفين كأمينة السجل العقاري في بعبدا ن.ش. ورؤساء المكاتب ومسؤولي الشبابيك. كما قضى القرار بمنع الجميع من السفر ومزاولة المهنة لمدة شهرين.
التحقيقات في عقاريات الجنوب قد تتحرّك قريباً
وأمس حوّل منصور القرار على النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، وبعد أن نظرت فيه القاضية غادة عون، وافقت على إخلاءات السبيل، ما عدا واحد يعود للموظفة خ. ع.، إذ استأنفت عون قرار الإخلاء من دون معرفة الخلفيات. وضمن المسار القضائي، بات الملف في عهدة الهيئة الاتهامية للنظر فيه، وأمام الأخيرة خياران، إما عقد جلسات والاستماع إلى الـ41 موظفاً (جنح وجناية) أو أن تُصدِر قراراً اتهامياً وتحوّل القضية على محكمة الجنايات.
القرار أثار ضجّة في أوساط وكلاء الموقوفين الثمانية، الذين اعتبروا أن «لا إثباتاتٍ على تهم الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال وغيرها الموجّهة إلى موكّليهم. وأن الأدلة بمعظمها مبنيّة على وشاياتٍ تسمى عطف جرمي لا تستند إلى إثبات، إنما كلام سماسرة استفادوا من قانون كاشفي الفساد الذي يعفيهم من العقاب، فاعترفوا خلال التحقيقات الأولية بأنهم دفعوا الرشوة للموظفين». وينوي وكلاء الدفاع طلب إعادة التحقيق من جديد، وهو ما يسمى «تصدي للملف»، على اعتبار أن «لا مواجهاتٍ حصلت بين الموقوفين والسماسرة لا في فرع المعلومات ولا لدى قاضي التحقيق الأوّل». وفي هذه الحالة إما تعيد الهيئة الاتهامية التحقيق في حال وجدته جدياً ومشروعاً، وإما ترفض ويسلك الملف مساره المتوقّع نحو محكمة الجنايات. وهو السيناريو الأكثر ترجيحاً.