أتى وقع خبر رحيل عصمت القواص، هذا الصباح، قاسياً على كلّ من عرفه. رغم قراره في العقد الأخير الابتعاد عن العمل التربوي والنقابي المباشر، والتفرّغ أكثر للعمل السياسي في مدينته صيدا، فإن ابتسامته الدائمة وحضوره الهادئ والمحبّب في صفوف زملائه الأساتذة لم يغيبا. الجميع يذكره في ساحات النضال النقابي يعمل بصمت، إذ كان من بين النقابيين الأوائل الذين جهدوا في توحيد رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي، وبقي عضواً في هيئتها الإدارية عن «كتلة النقابيين المستقلين» منذ عام 1992 وحتى عام 2010، وقد تولّى فيها الشؤون التربوية لفترة طويلة وساهم في تنظيم المؤتمرات التربوية. وكانت له بصماته الواضحة في التحضير لكلّ التحركات والتظاهرات التي نظّمتها الرابطة وهيئة التنسيق النقابية، للمطالبة بحقوق الأساتذة والموظفين التي كان يدافع عنها بشراسة، وإن كان يختار دوماً عدم الظهور في الصفوف الأمامية والسير مع القواعد.

مقالات مرتبطة
عصمت القواص: سياسي بين النقابيين

وفي أكثر من حديث سابق مع «الأخبار» كان يتشبّث بالحفاظ على مكتسبات الأساتذة وعدم التفريط بها، وبرفض مشاريع التعاقد الوظيفي وإملاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وهي مشاريع تعود، بالمناسبة، وتطل برأسها اليوم ومن جديد، وتحتاج إلى أمثاله لمواجهتها.
في مثل هذه الظروف الحالكة، سيفتقد الأساتذة دماثة عصمت القواص ونقابيته في الدفاع عن مصالحهم.