لم يهدأ روع أهالي طرابلس والشمال بعدما عاشوا ارتدادات الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا وسوريا فجر الإثنين الماضي. فلا يخفي الطرابلسيون خشيتهم من تداعياته على منازلهم المهدّدة بالسقوط، فيما ينشغل كثيرون منهم في استطلاع أحوال لبنانيين مقيمين في تركيا أو في سوريا، بعد ورود أنباء عن سقوط ضحايا بينهم، وعن مفقودين لا يزال مصيرهم مجهولاً.على صعيد الأبنية، وفور الإعلان عن تشكيل لجنة متابعة للكشف على المباني المهدّدة بالانهيار، بعد اللقاء الذي عُقد في دار إفتاء طرابلس بدعوة من مفتي طرابلس والشّمال الشّيخ محمد إمام، سارع مواطنون كثر للاتصال بأعضاء اللجنة وإبلاغهم أنّ منازلهم متصدّعة ومهدّدة بالانهيار في أيّ لحظة، مطالبين بالمساعدة. وقد أكّد عضو اللجنة ورئيس لجنة المال في نقابة المهندسين في طرابلس محمد شيخ النجّارين صحة الشكاوى، موضحاً لـ«الأخبار» عن القيام بالكشف «على أكثر من 15 منزلاً في القبّة وأبي سمراء والميناء والمنية وبحنين، وقد تبين لنا أنّ هناك أبنية متصدّعة ومهدّدة فعليّاً بالانهيار». لكنه لفت إلى أنّ عمل اللجنة «استشاري فقط ولسنا لجنة تنفيذية»، بعدما اعتقد مواطنون أن اللجنة سترمّم البيوت.
ولم ينف النّجارين ما يجري تداوله عن وجود 500 منزل متصدّع ومهدّد بالانهيار في طرابلس وجوارها «لكنّها ليست أبنية معرّضة للانهيار فوراً، إلا إذا تفاقم الوضع أكثر في المستقبل». لافتاً إلى ازدياد تصدّع بعضها بعد الهزّة «وإذا حصلت هزّة ثانية بقوة الهزّة السّابقة، لا سمح الله، فإنّ كارثة كبيرة ستقع».
همّ آخر طغى على الأهالي، هو الاطمئنان على سلامة اللبنانيين الموجودين في سوريا وتركيا. ففي حين أشارت معلومات إلى وفاة 7 أشخاص لبنانيين في سوريا، أفادت معلومات مماثلة بأنّ الشيخ عبد الرحمن أرناؤوط، ابن طرابلس، توفي جرّاء الزلزال في تركيا، وقد نعاه ذووه على منصات وسائل التواصل الاجتماعي. وكذلك توفيت سوزان أسعد وعُثر على جثتها تحت الركام في مدينة كهرمان، بينما نجا ابنها سرحان شمّا الذي كان برفقتها، إضافة إلى زوجها محمد شمّا الذي اتصل بذويه وأبلغهم نجاته.
أمّا بالنسبة إلى المفقودين، فقد أفادت معلومات أنّهم يُقدّرون بنحو 30 مفقوداً على أقل تقدير، وقد اتصلت عائلاتهم بالسّفارة اللبنانية في تركيا وطلبت منها المساعدة في الحصول على معلومات عن مصيرهم. من بين هؤلاء إبراهيم خلف، ابن منطقة القبة في طرابلس، والمقيم في تركيا منذ سنوات. فقد أفاد شقيقه مصطفى بأن لا معلومات لدينا عنه حتى الآن «لكن المنزل الذي كان يقيم فيه داخل مبنى مكون من 3 طبقات قد انهار بالكامل، ومصيره مجهول كما مصير زوجته وأولاده الثلاثة لأن فرق الإسعاف والإنقاذ لم تصل حتى الآن إلى المكان».
الوضع نفسه يعاني منه أقرباء فاطمة زكريا من منطقة القبّة أيضاً، إذ أوضح شقيقها عن تضارب في المعلومات حول مصيرها ومصير غيرها من المفقودين، «ونحن نتواصل مع والدها الموجود في إسطنبول الذي ينتظر بدوره على أحرّ من الجمر معلومات عن مصير ابنته». والأمر ذاته ينسحب على ناديا الصياح، ابنة بلدة بقاعصفرين في الضنّية، والمتزوجة التركيَّ علي دياب أوغلو، إذ أفاد أقرباء لها لـ«الأخبار» بغياب أيّ معلومات عنها.