في تموز من العام 2021 طلب محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر من رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق إقفال مكب الكيّال في بعلبك «وفق الأصول البيئية ومعالجة موضوع النفايات في معمل الفرز، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الضرر الصحي والبيئي»، مستنداً في قراره إلى «العديد من الاتصالات والمراجعات بما يخصّ إحراق النفايات في مكبّ الكيال وما يسبّبه ذلك من أضرار بيئية وصحية». لم يقفل المكب حينها، ولأسباب مجهولة. المحافظ عاد في حزيران من العام 2022 وأصدر قراراً آخر بإقفال المكبّ وللأسباب عينها، وأيضاً لم يقفل المكب طوال الأشهر السبعة الماضية. أول من أمس، أشرف خضر شخصياً، بمؤازرة قوة كبيرة من الجيش وقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة، على إقفال المكبّ وسط حالة غضب من «المسؤول عن المكبّ» وسام جعفر، الذي ذكر أنّه أغلق المكبّ منذ أيام أمام نفايات مسلخ مدينة بعلبك، عازياً السبب إلى «مستحقات مالية وعينية في ذمة رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق».
المحافظ اكتفى بالإيعاز إلى جرافة تابعة لبلدية بعلبك بإقفال بوابة الدخول إلى المكب، موضحاً أن إقفال المكب جاء «نتيجة تسبّبه بأزمة بيئية صحية، وبسبب شكاوى من سكان مدينة بعلبك، ولا سيما من الموجودين في منطقة الكيال ومحيطها». وفي الوقت الذي التزم فيه رئيس بلدية بعلبك الصمت، لفتت إشارة خضر إلى وجود «إشكاليات كثيرة» تدور حول مكبّ الكيال، وأن «معمل فرز النفايات في محلة التلّ الابيض تم إنشاؤه في العام 2015 من أجل إقفال هذا المكبّ. وكان القرار قد اتخذ بإقفال المكبّ منذ أشهر، ولكن لم يتمّ تطبيقه آنذاك، وعلى ما يبدو فإن البعض يعتقد أنه فوق القانون، ولذلك فالأجهزة الأمنية سوف تتعامل مع الوضع، وتمنع أي محاولة لفتحه مجدداً، من أي جهة كانت».
من جهته، أكدّ وسام جعفر لـ«الأخبار» أن توليه مسؤولية المكبّ جاء نتيجة «اتفاقات شفهية وخطية مع بلديات بعلبك السابقة»، موضحاً أن «أراضي المكب تعود ملكيتها لآل جعفر والفوعاني وصلح، وقد دفعت أعمال الحرق والروائح أهالي الأحياء المجاورة للمكبّ إلى الاعتصام وإقفاله لمدة شهرين، فخضنا مفاوضات مع رئيس البلدية حينها هاشم عثمان، بحضور النائب غازي زعيتر، وتم التوافق على نقل النفايات إلى المكب بعد التعهد بعدم وجود دخان أو روائح أو حتى أضرار، ريثما تُحلّ الأمور. وبالفعل تواصلنا مع الأهالي وجرى فتح المكبّ وطمر النفايات وتم تعيين أربعة نواطير، وتوالت الاتفاقات مع رئيس البلدية حمد حسن، ومن بعده حسين اللقيس ليتحول الاتفاق الشفهي إلى آخر خطي مع رواتب».
مع بداية ولاية رئيس البلدية الحالي بدأت الخلافات مع المشرف على المكبّ


حتى مع إنشاء معمل فرز وتسبيخ النفايات في محلة التل الأبيض، بقيت بلدية بعلبك ترسل «الكومبوست» الناتج من المعمل للطمر في مكب الكيال، كما يؤكد جعفر لـ«الأخبار». لكن مع بداية ولاية الرئيس الحالي لبلدية بعلبك فؤاد بلوق «حصل خلاف»، يعيده جعفر إلى أنّه «كان قد استعار مني عدداً من التجهيزات وطالبت بسدادها، وبدأت الوساطات والتعهد من قبله بدفعها، لكنني فوجئت بحضوره وإقفال المكب». ينفي جعفر إدراج ما تم «إعارته» لبلوق ضمن خانة الـ«رشى»، قائلاً: «كلّ التعهدات والمسؤوليات تسلّمتها من أيام الرئيس حسين اللقيس»، مؤكداً أن لا شكاوى من قبل الأهالي «ثلاثة أرباع المحيط للمكب من آل جعفر ولم يعترض أيّ منهم».
«الأخبار» حاولت مراراً التواصل مع رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، إلا أنّه لم يردّ على أيّ من تلك الاتصالات.