يدخل إضراب القطاع التعليمي الرسمي غداً أسبوعه الثالث، على إثر طلب روابط التعليم (المهني، الثانوي والأساسي) «الاستمرار في الإضراب للدوامين الصباحي والمسائي، وعدم الحضور إلى المدارس والثانويات» في بيان صدر عنها يوم السّبت الماضي. وتضاف إلى الإضراب «تحرّكات ميدانية لامركزية للأساتذة»، إذ تدعو الروابط إلى اعتصامات متنقلة في المناطق ستبدأ اليوم في طرابلس، أمام المنطقة التربوية، وتستكمل غداً الثلاثاء بتحرّك آخر في النبطية أمام منطقتها التربوية، وصولاً إلى «عقد مؤتمر صحافي يوم الأربعاء في مركز روابط التعليم - الأونيسكو، بيروت». وقد توعّد البيان بـ«تظاهرة تربويّة حاشدة لكلّ القطاع التربوي، يحدّد موعدها لاحقاً خلال هذا الأسبوع»، كذلك يحضّر الأساتذة لتحرّكات خاصة أيضاً في المناطق بعيداً عن الروابط، فـ«الثقة لا تزال مفقودة بين الطّرفين، رغم شدّ الروابط ركابها»، بحسب أحد الأساتذة الفاعلين على الأرض.
الحوافز على حالها
على مستوى المفاوضات بين الروابط ووزارة التربية، فـ«لا جديد، ولا تطورات»، وفق حيدر إسماعيل نائب رئيس رابطة الثانوي، الذي يضيف «الوزارة تقدّمت بالعرض السابق، 350 دولاراً عن كلّ أيام التعليم المتبقية من العام الدراسي، من مبلغ الـ 15 مليون دولار الذي يستطيع الوزير التصرّف به»، وهو عرض الـ 5 دولارات عن كلّ يوم حضور وتعليم. ويشير إسماعيل إلى «اشتراط الجهات المانحة رؤية الأساتذة في المدارس لدفع هذه المبالغ، وهذا ما لا تقبل به الروابط»، مؤكّداً «المطالبة بدفع حوافز عن الأشهر الثلاثة الماضية، كون الوزارة تطلب نسيان أيام التعليم في الفصل الأول». ويذكر إسماعيل «انتظار وزارة التربية وصول مبالغ إضافية تصل إلى 10 ملايين دولار من البنك الدولي، ليصبح مجموع المبالغ كلّها 25 مليوناً، يمكن للوزير التصرّف بها، وتعديل الحوافز».

الجميع فوق الشجرة
وللنقابيين من الأساتذة رأي آخر، فبحسب صادق الحجيري نائب مقرّر فرع بعلبك، فـ«الأساتذة خرجوا من بيت طاعة الروابط، وكلّ ما يجري اليوم من تحرّكات هي محاولات لإعادتهم، مذكّراً بمصادرة أصواتهم في الجمعيات العمومية مطلع العام الدراسي الحالي». ويضيف الحجيري «عندما تتمكّن الروابط مرّة أخرى من قرار الأساتذة، سيعودون إلى المدارس دون تحقيق أيّ من المطالب الحياتية أو النقابية»، وعن المطلوب اليوم على مستوى الرّابطة، يشير إلى «الالتزام بالنظام الداخلي، والعودة إلى الجمعيات العمومية، فالتمديد الأسبوعي للإضراب هو خرق للنظام، إذ لا يحقّ للروابط بالإضراب أكثر من يومين قبل العودة إلى القواعد»، وهذا لبّ المعركة برأيه.
«الله يسترنا من حفلة المزايدات، هذه ليست معركة. المعارضة معارضات، والموالاة أطراف تسجل نقاطاً على بعضها» يقول فؤاد إبراهيم النقابي المستقيل من الهيئة الإدارية. ويضيف «الأمور فالتة، هذا إضراب مفتوح مبطّن لا إضراب أسبوعي، ما يعني أنّ هناك تلاعباً على أصول العمل النقابي، فالقرار الكبير يحتاج إلى تغطية الجمعيات العمومية»، ويرى إبراهيم أن «جميع الأطراف فوق الشجرة، ويبحثون عمّن يؤمن هبوطاً آمناً لهم». وعن مستقبل التحرّكات، يشير إلى «الحاجة إلى قيادة نقابية واعية، وهي غير متوافرة بكلّ أطراف الصراع الذين جرّوا إلى موقف غير مدروس، مقابل مشاريع البنك الدولي المتربّصة بالقطاع العام».

عدم التزام بالإقفال
ولكن، ما لا يصدّق وسط هذه المعركة أنّ هناك ثانويات غير معنيّة بالتحرّكات، لا من قريب ولا من بعيد، وبحسب أحد الأساتذة المضربين فـ«الثانوية التي يدرّس فيها لم تقفل أبوابها أبداً»، مشيراً إلى «الضغط الذي يُمارسه المدير عليه وعلى زملائه الملتزمين»، إلى درجة عدم رغبته بذكر اسم الثانوية «كي لا يُعرف»، ويختم «عند تحصيل الحقوق غداً، رح يقولوا من عرق جبينه طلّع مصاري وهو مش عرقان!».
ما يجري في هذه الثانوية يتكرّر في أماكن أخرى، الأمر الذي دفع برابطة التعليم الثانوي أمس إلى إصدار بيان تتمنى فيه «على الزملاء وعلى جميع المديرين عدم فتح الثانويات والالتزام بقرار الروابط بالإضراب القسري لمدة أسبوع اعتباراً من يوم غد الاثنين»، مؤكّدةً أن «لا إجراءات قانونية سلبية ستتخذ بحق الأستاذ؛ لطالما الروابط هي من دعت إلى الاعتصامات وعدم الذهاب إلى الثانويات».