غيّب الموت عنّا في هذه الأيام الظالمة المظلمة أحد حكماء العرب والذي كان، وبحق، رجلَ دولةٍ من طراز عزّ نظيره. كان «السيد» يجسّد في شخصه الوطنية الصادقة، صانعاً ووفيّاً لدستور بلاده، متبحّر المعرفة بقوانينه وتشريعاته، ثاقب النظر في مصالح وطنه العليا، مهيباً، وقوراً، حكيماً، منصفاً في ترؤس مجلسه النيابي، بارعاً في كلامه ومنطقه. وكانت قضايا العرب على الدوام وعلى رأسها فلسطين قريبة جداً الى وجدانه.وكان مع كل هذا وذاك أرستقراطياً بلا تبجّح ومع تواضع جمّ، وترفّع عن الأذى، ووقار مع أنس، وإخلاص لأصدقائه، ولطف ودعابة محبّبة، وصوت خافت بل وناعم، وفِراسة عجيبة ورثها لا ريب عن جده الأكبر.
أتوجّه اليوم الى العائلة العزيزة، الى رندة وطلال وعلي وحسن، وإلى الحسينيين كافةً، لا للعزاء بل للتذكير بما أكرمنا الله به من الجلوسِ إليه ومعرفةِ خصاله. نوّر الله ضريحه.
«يؤتي الحكمةَ من يشاء ومن يؤتَ الحكمةَ فقد أُوتِيَ خيراً كثيراً»

(الأخبار)

* شيّع الرئيس حسين الحسيني في بلدته شمسطار أمس بمشاركة رسمية وشعبية وسياسية واسعة. وصل الجثمان الى البلدة ولفّ بالعلم اللبناني وسجّي على عربة مدفع للجيش، قبل أن يُوارى الثرى في مدافن العائلة. وحضر المأتم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزيرا الأشغال والزراعة علي حمية وعباس الحاج حسن، نائب رئيس حركة أمل هيثم جمعة ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه برّي، النائب حسين الحاج حسن ممثلاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك، إضافة إلى وزراء ونواب حاليين وسابقين، والعميد الركن بيار أبو عساف ممثلاً قائد الجيش وممثلي سفراء دول عربية وأجنبية.