لم تقتحم منال ترجمان فرع بنك البحر المتوسط في صيدا للحصول على مالها. بصمت وحزن، وقفت قبالته في شارع المصارف قبل يومين، وحملت لافتة خُطّ عليها: «بحاجة ماسة إلى المال. بنك البحر المتوسط رفض إعطائي معاشي التقاعدي. طلب مني اللجوء إلى القانون أو...». لساعات قليلة، وقفت ترجمان بجسدها النحيل في منتصف الطريق.
(عن الويب)

غالبية المارّة لم يلتفتوا إليها، إذ إن ظاهرة حمل لافتات طلب المال باتت شائعة في الشارع المزدحم بالمتسوّلين. لكن إحدى صديقاتها أقنعتها بالخروج من الشارع «لأن هذه الوقفة ليست لي» كما قالت في حديثها إلى«الأخبار». ما أقنعها أيضاً تلقّيها وعوداً من إدارة الفرع بصرف مستحقاتها. فما الذي أوصلها إلى هنا؟
بعد تعليم دام 30 عاماً في مدارس الإيمان في صيدا، تقاعدت ترجمان وتقدّمت بطلب لسحب تعويض نهاية الخدمة من صندوق التعاضد للمعلمين في المدارس الخاصة. «ورغم أني تمنيت على المعنيين في الصندوق ألّا يحوّل التعويض إلى البنك دفعة واحدة بسبب تجارب سابقة في احتجاز الودائع، إلا أنهم أصرّوا على تحويل المبلغ دفعة واحدة وقالوا لي: حلّيها مع البنك». لم تستطع ترجمان حلّها مع البنك. اصطادوا تعب السنين وبلعوه في خزناتهم، رافضين صرف التعويض جزئياً أو كاملاً. وبعد مراجعات عدة، أشاروا عليها باللجوء إلى القانون «إذا مش عاجبك». لا تملك ترجمان معيلاً لها ولوالدتها المريضة. وهي بانتظار صدق وعود إدارة البنك والتدخلات التي قامت بها إدارة مدارس الإيمان لديه. وبالفعل، فقد اتصلت بها إدارة البنك أمس وأبلغتها أنّها ستتقاضى تعويضها على دفعتين.