رغم التحوّل إلى الدولرة الكلية أو الجزئية للأقساط الجامعية، فإن استطلاع حركة التسجيل في بعض الجامعات الخاصة للعام الدراسي الحالي 2022 ـ 2023 يشير إلى ارتفاع ملحوظ في أعداد الطلاب الجدد، من دون أن يعني ذلك بالضرورة نزوحاً واضحاً من الجامعة اللبنانية. فقد أشارت إدارات الجامعات أنها استقبلت طلاباً من جامعات خاصة أخرى أيضاً. ولفتت إلى أن الأعداد ازدادت في معظم الاختصاصات، عازية هذا الواقع إلى أسباب لها علاقة بالمفاضلة التي بات الأهل يجرونها، بعد الأزمة، بين كلفة تعليم أبنائهم في الجامعات اللبنانية، وبين كلفة تعليمهم في جامعات خارج لبنان، فيميلون إلى الخيار الأول. ومن بينهم من يوازن في اختياره لجامعة أولاده في الداخل بين نوعية التعليم وبين كلفته. وهناك أيضاً المنح والمساعدات المالية التي تقدّمها الجامعات وتتجاوز في معظمها الـ50% من الطلاب، والتي تشكل عاملاً أساسياً في تفضيل هذه الجامعة أو تلك.
«اليسوعية» و«العربية»: 30 في المئة
يشير رئيس رابطة جامعات لبنان ورئيس الجامعة اليسوعية، الأب سليم دكاش، إلى أن الجامعات شهدت ارتفاعاً في أعداد طلابها لا سيما في مرحلة الإجازة، أو أنها، بالحدّ الأدنى، حافظت على أرقامها.
في اليسوعية، ارتفعت الأعداد، كما قال، بنسبة تراوح بين 25 و30%، إذ لامست في السنوات الأولى الـ2200 بعدما كانت 1600، في العام الماضي، «وهؤلاء الطلاب أتوا من الجامعة الأميركية والجامعة اللبنانية الأميركية، بسبب أقساطنا المتهاودة نسبياً، واستحداث الفروع الإنكليزية لبعض الاختصاصات». بدوره، يؤكد عميد شؤون الطلاب في جامعة بيروت العربية، صبحي أبو شاهين، أنّ العدد ارتفع بنسبة 30% في كلّ الاختصاصات.

LAU: منح بـ100 مليون دولار
أما في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) فبلغ العدد الإجمالي نحو 8500 طالب، وهذا الرقم يزيد عن أعداد الطلاب المسجلين العام الفائت في كلّ الكليات من دون استثناء. الجامعة استقطبت طلاباً من الجامعة اللبنانية ومن الجامعة الأميركية وغيرهما. وتفسير هذا الارتفاع، بحسب إدارة الجامعة، هو أننا «نجحنا في تقديم نظام تعليمي متكامل وبرنامج من المساعدات والمنح والقروض المالية لتمكين الطلاب المتأثرين بالأزمة من الالتحاق بالجامعة». وفي مقابل تقاضي للأقساط بـ«الفريش» دولار، رصدت الجامعة العام الفائت مبلغ 85 مليون دولار أميركي للمساعدات المالية، وسترصد هذا العام 100 مليون دولار أميركي يستفيد منها نحو 75% من الطلاب، إلى جانب اعتماد آلية للتقسيط والقروض طويلة الأمد، وهي متوفرة لجميع الطلاب المستوفين لشروط الحصول على المساعدات.

البلمند: التصنيف الأكاديمي
رئيس جامعة البلمند، الياس الوراق، عزا ازدياد أعداد الطلاب في الجامعة بنسبة 9% إلى عوامل عدة، منها التصنيف الأكاديمي للجامعة، الأقساط المنخفضة مقارنة مع جامعات الخارج وجامعات لبنانية بالمستوى التعليمي نفسه، والمنح المقدمة إذ يدفع نصف الطلاب نصف القسط. أما الطلاب الآتون من الجامعة اللبنانية، فإن أعدادهم لم تتجاوز الأرقام التي كانت تسجل في الأحوال العادية كما قال، وبالتالي لا يمكن الحديث عن نزوح. من جهة ثانية، لفت إلى أننا «تواصلنا مع رئاسة الجامعة اللبنانية للسماح لبعض الأساتذة المتفرّغين التعاقد مع جامعتنا في بعض الاختصاصات لزيادة مدخولهم».

NDU: الأقساط بالليرة اللبنانية
عدد الطلاب الجدد في جامعة سيدة اللويزة (NDU) ارتفع أكثر من 40%. هذا ما قالته إدارتها، مشيرة إلى أن كلية العلوم – قسم علوم الكمبيوتر سجلت أكبر زيادة في عدد الطلاب، فيما لوحظ تدنّ في أعداد طلاب الهندسة المدنيَّة. استقبلت الجامعة من طلاب الجامعة اللبنانيَة ما يقرب من 11% من كامل عدد الطلاب الآتين من الجامعات الأخرى. ولفتت الإدارة إلى أن الأقساط لا تزال بالليرة اللبنانيَّة إضافة إلى رسوم طفيفة تحصّل بالدولار الأميركي. وتقدّم الجامعة تخفيضات على الرسوم الدراسيَّة لجميع الطلاب من خلال سعر صرف منخفض جداً، كما يحصل أكثر من 50% منهم على المنح الدراسيَّة والمساعدات المادية.

LIU: نزوح من «اللبنانية»
لم تفصح إدارة الجامعة اللبنانية الدولية عن أعداد الطلاب لهذا العام، إنما أقرّت أن هناك تغييراً ملحوظاً طرأ في السنوات الثلاثة الأخيرة، وأن جزءاً لا يستهان به من طلاب الجامعة اللبنانية انتقلوا إلى التعلم فيها، ولا سيما في الكليات التطبيقية مثل الهندسة والصيدلة وغيرها، ما اضطر الجامعة لدولرة بعض الرسوم مثل التسجيل وغيره لتغطية تكاليف المختبرات والمصاريف التشغيلية، في حين أن هناك في المقابل برنامجاً خاصاً للمساعدات المالية للمتفوقين وذوي الحالات الاجتماعية والأيتام وغيرهم رصدت له 100 مليون دولار، إضافة إلى تقسيط الرسوم على 8 دفعات. «الأخبار» علمت أن جامعة الحكمة أيضاً استقطبت عدداً من طلاب الفروع الثانية في الجامعة اللبنانية.
يستفيد أكثر من 50 في المئة من الطلاب من المساعدات في معظم الجامعات


USAL: زيادة الأعداد بنسبة 100%
إدارة جامعة العلوم والآداب اللبنانية USAL لفتت إلى أن عدد طلابها ازداد بنسبة 100% عن السنة الدراسية الماضية، ولا سيما في علوم الكمبيوتر (الحوسبة، الأمن السيبراني وعلم البيانات) ونظم المعلومات والإعلام الإلكتروني، والتسويق الرقمي. نسبة ضئيلة جداً من الطلاب الجدد أتت من الجامعة اللبنانية. لم تتحوّل الأقساط في الجامعة، إلى الدولرة التامة أو الجزئية، بحيث تُستوفى الأقساط كاملة بالليرة اللبنانية، وارتفعت نسبتها عن السنة الماضية 30%. يتجاوز معدل المساعدات المالية 30%، كما تُقدم الجامعة منحاً أكاديمية بحسب معدّل الطالب في الجامعة وبحسب النتائج في الامتحانات الرسمية للطلاب الجدد.

المعارف: 76 طالباً من «اللبنانية»
في جامعة المعارف، ارتفع العدد من خريف2021 ـ 2022 إلى خريف 2022 ـ2023 من 2037 إلى 2750 طالباً، أي بنسبة نمو بلغت 35% عن السنة الماضية، وقد شهدت بعض الكليات إقبالا كبيراً ككليات الهندسة والعلوم وإدارة الأعمال، والإعلام، وكان التركيز على علوم الحاسوب والترجمة واللغات، المعلوماتية الإدارية، الموارد البشرية، الإدارة، راديو وتلفزيون، هندسة الميكانيك، هندسة الكهرباء والإلكترونيك. عدد الطلاب الآتين من الجامعة اللبنانية بلغ 76 طالباً، وهم أتوا من كليات الإدارة، العلوم، الإعلام، الفنون، الهندسة، الآداب، والحقوق. أما المنح المتوفرة فتراوح بين 10% و100%. الجامعة لم تعتمد الدولرة التامة ولا الجزئية، وإنما تم احتساب رسم التسجيل والأقساط (رسوم الدراسة) على سعر 6000 ل.ل. للدولار، ولكن التسعير بالليرة اللبنانية، أي أن ثمن الكريديت ورسم التسجيل يُدفع بالليرة وليس بالدولار.