الجريمة ليست مجرّد خيار فردي. للوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي اثر عميق على سلوك الناس ودوافعهم للضلوع في أفعال يجرّمها القانون. صحيح ان معدّل بعض الجرائم في لبنان يزداد في مناطق لا تحظى باهتمام الدولة ويعاني أهلها من البطالة والعوَز، غير ان انهيار قيمة العملة الوطنية وتفاقم الازمة المعيشية يزيدان مستوى الجرائم في كل لبنان بشكل مستمر منذ عام 2019. أخطر ما في الامر حرمان كثير من المراهقين من المدرسة والتعليم لعدم تمكن الاهل من تغطية كلفتها، وبسبب لجوء كثر من الفقراء الى عمالة الأطفال. سنسعى في ما يأتي الى تفسير بعض النشاط الجنائي المتزايد للمراهقين بحسب علم الجريمة وبعض عناصر صناعة البيئة الجنائية في الشارع