أصيب النادي العلماني والمستقلون، أمس، بـ«نكسة» في انتخابات المجلس الطلابي في الجامعة اللبنانية الأميركية لعام 2022-2023، بعدما خسروا أملهم باسترجاع المجلس من أيدي أحزاب السلطة، فتراجع عدد المقاعد التي فازوا بها من 9 في العام الماضي إلى 4 هذا العام. وأحكمت الأحزاب التقليدية سيطرتها على المجلس: حصد تحالف حزب الله وحركة أمل غالبية الأصوات في فرع بيروت، واكتسح حزب القوات اللبنانية مقاعد فرع جبيل.
فرع بيروت
في بيروت، فاز تحالف حزب الله وحركة أمل بـ 8 مقاعد من أصل 9 ترشح إليها، «5 مقاعد تعود لأمل و3 لحزب الله»، يقسّمهم مسؤول مكتب الشباب والرياضة في حركة أمل علي ياسين الذي لا يخفي فرحته بعدما حصد الثنائي غالبية المقاعد في المجلس الطلابي الذي يتألف من 15 مقعداً. وكان تحالف حزب الله وأمل قد فاز بثلاثة مقاعد بالتزكية، من بينها مقعد تحدّث الحزب السوري القومي الاجتماعي، في بيان له، أنه يشترك فيه. وحصل النادي العلماني والمستقلون على 4 مقاعد، فيما حصل حزب القوات اللبنانية على 3 مقاعد، كما يقول وسام واكيم. إلا أن ياسين يتحدّث عن «فوز القوات بمقعدين، وفوز مستقل بالمقعد الثالث، أعلن الحزب الاشتراكي دعمه له».
في جبيل، حافظت القوات اللبنانية على المقاعد العشرة التي حصدتها في العام الماضي من أصل 15 مقعداً. وأعلن التيار الوطني الحر فوزه بأربعة مقاعد من أصل خمسة ترشح إليها، وسط حديث عن أن «المقعد الرابع يعود لمستقلّ، لكن التيار أخذه لصفّه». أما في ما يخصّ المقعد الأخير، فتضاربت النتائج وسط ادّعاء كل طرف الفوز به. حركة أمل تنسبه لنفسها، والقوى الأخرى في المجلس تنسبه للنادي العلماني، الذي غاب عن السمع بعد صدور النتائج. ومع أن حزب القوات يحافظ على الأغلبية الكاسحة في المجلس الطلابي في جبيل، إلا أن التيار وخلفه حزب الله، الذي دعم مرشحي حليفه، يجدان النتيجة «إنجازاً»، إذ «ربحنا في كليات تشتد فيها المنافسة»، بحسب مندوب ماكينة التيار في جبيل عمر عسيلي.

عودة بعد مقاطعة
الجديد هذا العام هو عودة الأحزاب التقليدية إلى المنافسة بعد مقاطعتها في السنوات السابقة، ولا سيما حزب الله الذي عاد بعد ست سنوات من المقاطعة. يفسّر مسؤول الجامعات الخاصة في التعبئة التربوية لحزب الله حيدر شميساني ذلك بالقول: «بعد اعتراضنا على النظام الانتخابي الأكثري، وآلية التصويت عن بعد من دون أن تأخذ الإدارة تمنياتنا بتعديلهما، وجدنا أن المقاطعة لا تنفع». كما قرّر الحزب التقدمي الاشتراكي المشاركة في الانتخابات بثلاثة مرشحين، إلا أنه «نتيجة تأخر مرشحيه عن تسديد أقساطهم الجامعية، ما يمنع الترشح وفق نظام الجامعة، خرج الحزب من المنافسة وقرّر دعم مرشحي حليفنا حزب القوات اللبنانية».

أجواء مشحونة في جبيل
نجحت سياسة الجامعة في منع إجراء حملات انتخابية واعتماد آلية التصويت الإلكتروني عن بعد في الحفاظ على الهدوء في اليوم الانتخابي في بيروت. لكنها لم تفلح في جبيل، حيث شهد الفرع أجواء مشحونة خلال الأيام التي سبقت الاستحقاق الانتخابي واستمرّت إلى اليوم، من تلاسن وتضارب بين طلاب مناصرين لحزب القوات اللبنانية وآخرين مناصرين للتيار الوطني الحر.