إقفال باب الترشيح لانتخابات المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين في المدارس الخاصة، على 34 مرشحاً فقط، يعكس بوضوح مدى الإحباط الذي يعيشه معلمو هذا القطاع، في غياب المعايير الموحّدة لتعديل رواتبهم. الفتور في التعاطي مع الاستحقاق النقابي مردّه إلى أن هؤلاء باتوا يقعون بالكامل تحت سلطة أصحاب المدارس التي يعلّمون فيها، وما يمكن أن يتكرّم به هؤلاء عليهم من عطاءات. المعلمون لم ينتظروا، حتى أن يأتي الفرج من الموازنة العامة، بما أن ما أُقرّ لزملائهم في التعليم الرسمي، والذين تربطهم بهم وحدة تشريع، لم يكن تصحيحاً أو إقراراً لسلسلة رواتب جديدة، وبالتالي فإن أيّ تدبير خارج التشريع، لن يسري عليهم حكماً.
لا حماسة للانتخابات
الأجواء التحضيرية للانتخابات تشير إلى أن الأساتذة ليسوا في وارد خوض معارك قاسية، وأن أولوياتهم في مكان آخر تماماً: لقمة عيشهم. من هنا فإن الائتلاف بين القوى السياسية الفاعلة والمعارضين النقابيين في لائحة واحدة خيار مطروح في المفاوضات الانتخابية وليس مستبعداً، على ما يقول المرشح النقابي أنطوان مدوّر، الذي لا يخوض الانتخابات هذه المرة باسم التيار الوطني الحر، إنما ينسق مع بعض النقابيين المعارضين والمستقلين ومنهم "مجموعة نقابيات ونقابيين بلا قيود".
لكن لا شيء محسوم بشأن الاستحقاق حتى الآن، رغم أن هناك ثلاثة أيام فقط تفصل عن موعد الدورة الأولى، بعد غد الأحد، على أن تُنظم الدورة الثانية الأحد في 9 تشرين الأول المقبل، وتكون قانونية بمن حضر. المرحلة المقبلة ضبابية، هذا ما تقوله المرشحة عن مجموعة نقابيات ونقابيين بلا قيود، لونا سمور، مشيرة إلى أن المعلمين غير متحمّسين بسبب ظروفهم الصعبة وارتفاع كلفة الانتقال إلى مراكز الاقتراع. أما المجموعة التي ترشح 5 ناشطات هن: نهى عسيران، ديانا أبو زينب، ياناريم السمراني، ميشلين يعقوب ولونا سمور، فستترقب ما ستؤول إليه أجواء التحالفات الانتخابية وتبني على الشيء مقتضاه.
المعلمون يتعاطون بفتور مع الانتخابات النقابية


مع وحدة التشريع، كان المعلمون يعانون الأمرّين من تفلّت المدارس من تطبيق القوانين وعدم محاسبتها فكيف من دونها؟ يسأل رئيس النقابة رودولف عبود، مشيراً إلى أن عدم إعطاء الدرجات الست المنصوص عنها في قانون سلسلة الرتب والرواتب الرقم 46 بتاريخ 21/8/2017 لا يزال مثلاً حياً أمامنا. أما ما أقرّته المدارس من "زودات" ومنح اجتماعية "فمتفاوت بين مدرسة وأخرى، ومن الأساتذة من نال مبلغاً مقطوعاً بالدولار الأميركي يراوح بين 100 و300 دولار، وهناك مدارس حوّلت نسبة مئوية من الرواتب إلى الدولار الأميركي تراوح بين 15% و40%، ومنها من اكتفت بإعطاء بدل نقل يوازي 200 ألف ليرة يومياً، ومنها من صرفت الرواتب بالليرة اللبنانية وفق سعر صرف 8 آلاف ليرة للدولار الواحد وغيرها من الصيغ المتّفق عليها مع الأساتذة".
عبود ليس مرشحاً للانتخابات، والتيار الوطني الحر لم يحسم خياره بعد ما إن كان سيشارك في الانتخابات أو يقاطع أو يدعم لوائح أم لا، القرار رهن اجتماعات الأيام المقبلة، بحسب المسؤول التربوي المركزي روك مهنا.

نعمة محفوض يعدّ لائحته
الرئيس السابق لنقابة المعلمين، نعمه محفوض، لم يعلن لائحته بعد وينتظر أن يفعل ذلك بداية الأسبوع المقبل، لكن يبدو أنها ستضم القوى السياسية نفسها التي دعمته العام الماضي، حيث علقت الانتخابات بسبب الخلاف على النظام الداخلي للنقابة، وهي حركة أمل والقوات اللبنانية وجمعية المقاصد والجماعة الإسلامية وتيار المستقبل وتيار المردة وحزب الوطنيّين الأحرار، على أن تراعي اللائحة العرف السائد لجهة أن المجلس التنفيذي للنقابة يضم سبعة مقاعد للمسيحيين مع الرئيس وخمسة للمسلمين (3 سنّة و2 شيعة).
وتجدر الإشارة إلى أن الأحزاب المنضوية في لائحة محفوض هي نفسها التي أقصته قبل 5 سنوات. وقد خاض يومها المعركة منفرداً بدعم غير مباشر من مجموعة «نقابيّات ونقابيّين بلا قيود» فقط.
مع ذلك، يقول محفوض إنه اليوم منفتح للحوار مع كل الأطراف، ومن يريد أن ينضم إلى اللائحة مرحب به، وهو سيتعاون، بعيد انتهاء الاستحقاق، مع الجميع ولا سيما مع المجموعة النقابية المستقلة، والتي يقدّر عمل الناشطات فيها. ويلفت إلى أن لائحته تخوض المعركة وفق عنوانين: مظلومية الأستاذ في التعليم الخاص الذي لم يستفد من أي مساعدة أو منحة قررتها الدولة نتيجة الأزمة، وبقيت الحلول على القطعة مرهونة بإدارة المدرسة، فيما راتب الأستاذ بات في الحضيض وباتت قيمته مقسومة على 25. والعنوان الثاني هو اضطلاع نقابة المعلمين مع باقي نقابات المهن الحرة بدور وطني لإنقاذ الوضع في البلد.