تدرس دار الفتوى «مشاريع أفكار» لسد «الفراغ السياسي» لدى الطائفة السنية. من بين الاقتراحات، عودة دار الإفتاء للجمع بين الموقعين الروحي والسياسي، بغطاء من النواب وبعض المرجعيات السُنّية كرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي وُضع في صورة التحضيرات، فيما لا تبدو واضحة بصمات الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة ومن خلفه الإدارة السعودية في الحراك الجاري.تحت عنوان «طلب العون»، بادر النائبان وليد البعريني وبلال الحشيمي، الأسبوع الماضي، بزيارة دار الفتوى. قبلهما وبعدهما زار عائشة بكار عدد من النواب لدعوتها الى التدخل من أجل توحيد الطائفة «سياسياً». أطلع البعريني والحشيمي المفتي عبد اللطيف دريان على أفكارهما حيال «تنظيم العمل السياسي» نتيجة الخلل الناتج من ضياع «مركزية المرجعية». وطرحا مجموعة أفكار، منها أن تصبح عائشة بكار مركزاً لقرار الطائفة السياسي.
بجسب مصادر، تبدو الدار مستأنسة للفكرة تماماً، بدليل انكبابها على مناقشة مجموعة من الاقتراحات والتصورات لعرضها على نواب يفترض أن توجّه دعوات إليهم للحضور بشكل منفرد إلى عائشة بكار، لمناقشتهم والاستماع إلى ما لديهم من أفكار، لتضمينها في «ورقة لقاء سياسي نيابي سني إنقاذي» تعمل الدار على إنجاز تحضيرات الدعوة إليه قريباً.
وستكون إحدى مهام المؤتمر إنشاء «إطار تنسيقي» بين النواب السنّة للخروج بمواقف موحدة حيال الاستحقاقات الأساسية، كانتخابات رئاسة الجمهورية وتأليف الحكومة الجديدة، وإعادة تنظيم «التشتّت السياسي السني»، والخروج بورقة عمل سياسية عامة تتضمن رؤى وحلولاً للمرحلة.
فكرة «توحيد» النواب السنّة ضمن إطار صريح ليست جديدة. أحدث «مبادرة» تولّى تسويقها النائب إيهاب مطر بعدما نال بركة دار الفتوى. غير أنه لم يكتب لحركته النجاح. فقبل إنجاز جدول المواعيد مع باقي النواب السنّة، «طار» مطر إلى أوستراليا! وقبل ذلك، كانت مجموعة نيابية سُنّية ذات توجهات مناطقية تلتقي للتنسيق في ما بينها «على القطعة». كما جمع النائب نبيل بدر عدداً من النواب السنّة في عدة مناسبات كاستحقاق تسمية رئيس للحكومة. وفي ما بعد، تطورت الفكرة باتجاه «تشكيل إطار سني جماعي» يضم مجموعة من النواب. وبحسب المعلومات، أدت الاتصالات حتى الآن إلى جمع حوالي 9 نواب ضمن إطار تنسيقي يلتقي أعضاؤه دورياً، ويتألف من نواب «اكس مستقبل»، هم: أحمد الخير، وليد البعريني، محمد سليمان، عبد العزيز الصمد، بلال الحشيمي، نبيل بدر، ومعهم عماد الحوت، فيما النائب فؤاد مخزومي غير بعيد عن هذا الإطار. إذ استضاف في منزله أحد الاجتماعات، فيما اللقاء المقبل من المفترض أن يستضيفه الحشيمي في منزله بالبقاع بعد عودته من إسطنبول.
«الحركة السنية» الحالية لا يمكن عزل الرئيس السنيورة عن التأثير فيها. ووفق المعلومات، يُنسّق الحشيمي وزملاء له مع السنيورة بشكل دوري أفكاراً سياسية على صلة بالوضعية السنية، ويؤدّون دوراً في نقل أفكاره إلى دار الفتوى لتحفيزها على المبادرة والتحرّك. كما لا يمكن عزل السعودية عن هذا الحراك بصفتها مرجعية السنيورة السياسية، رغم «تحييدها» من جانب النواب السنّة المشتغلين على الملف. هذا الجو وصل إلى قيادة «تيار المستقبل» بشخص أمينها العام أحمد الحريري، الذي أبدى انزعاجه من حركة السنيورة الدائمة و«المشاغبة السياسية» التي يقوم بها، وخصوصاً بعدما ظن المستقبليون أنهم أخرجوه من «باب الانتخابات» فعاد ليدخل عليهم من «شبّاك» نواب مستقلين باتوا يُحسبون عليه.