بعيداً من الإعلام، استنفرت إسرائيل في اليومين الماضيين راداراتها البحرية والجوية وبدأت عملية مسح لكل الساحل الشمالي لفلسطين المحتلة وفي عمق المياه الإقليمية المقابلة للبنان. وفيما لم تعلن قوات الطوارئ الدولية عن أي خطوة عملانية، تحدثت مصادر جنوبية عن سعي غير معلن من القوات الدولية لتحديد نقاط انطلاق المسيرات، في إجراء يبدو وكأنه يأتي بناء لطلب إسرائيلي.وتواصلت أمس التعليقات والمواقف والتحليلات في كيان العدو، وهي بغالبيتها غير رسمية. إذ ركّزت الاتصالات الإسرائيلية مع الجانبين الأميركي والأوروبي على كيفية «تحقيق الاستقرار»، بينما سرّبت المؤسسات الأمنية والعسكرية مزيداً من التهديدات للبنان، مع مزيد من التطمينات للشركات العاملة في التنقيب واستخراج الغاز.
القناة 12 العبرية أشارت إلى أنه «رغم التهديدات الأمنية، فإن إسرائيل لا تنوي التوقف عن إنتاج الغاز من حقل كاريش، وستقوم الحفارة بعملها كما هو مخطط لها»، لافتة إلى أن «إسرائيل تميل إلى رفض المقترح الذي قدمه الوسيط الأميركي» من دون توضيحات. علماً أن واشنطن اقترحت مناقشة حل وسط يقوم على اعتبار الخط 23 خطاً حدودياً مع لبنان، ونقلت إصرار لبنان على نيل كامل حقوق العمل في حقل قانا.
وأشارت القناة إلى أن إسرائيل تتصرّف بحذر مع الواقع الحالي. فمن جهة، تعتبر حفّارة الغاز عند حقل «كاريش» من أهم الأصول الإستراتيجية لإسرائيل، والقيادات العسكرية والأمنية تعرف أن وضع الحفارة في المياه الاقتصادية لإسرائيل سيجعل المنطقة بؤرة توتر مع حزب الله، وقد يؤدي الضرر الذي يلحق بالحفارة إلى منع الإمداد المنتظم بالكهرباء لسكان إسرائيل، ولذلك قرر الجيش حظر الإبحار لكل السفن في دائرة نصف قطرها حوالى 1500 متر حول الحفارة».
من جهة أخرى، تحدث الإعلام العبري عن أن «الكلمة الأخيرة في المعركة بين حزب الله وإسرائيل لم تقل بعد». ونُقل عن مسؤولين أمنيين استعداد العدو لاحتمال مواصلة حزب الله إطلاق المسيّرات فوق حقل «كاريش»، وأن «قيادات الجيش تعتبر أنها معنية بمواصلة حماية مواطنيها وحلفائها وأصولها وسترد على أي تهديد وأي عدو».
محاولات جيش العدو التعامل مع إمكانية إطلاق حزب الله أسراباً من الطائرات المسيرة


وفي ما يتعلق بالمواجهة الجوية السبت الماضي، نقل موقع «واللا» أن طياري سلاح الجو «واجهوا صعوبة في إسقاط طائرتين من المسيّرات الثلاث، بعدما حلقت باتجاه منصة كاريش، وتظهر التحقيقات الأولية أن طياري «السرب 109» أسقطوا إحدى الطائرات بواسطة صاروخ، لكنهم وجدوا صعوبة في تتبع طائرة ثانية وتركيز الصاروخ عليها، وأطلقوا صاروخاً لم يصبها، كما واجهوا صعوبة في تتبع الطائرة الثالثة، لأنها كانت تحلق على ارتفاع منخفض. لذلك تقرر في مشاورات بين كبار المسؤولين اعتراض الطائرتين بواسطة صواريخ باراك من سفينة للبحرية، ولإتمام المهمة تم إخلاء المجال الجوي من طائرات سلاح الجو. وأوضح الجيش أن القضية قيد التحقيق».
وقال المراسل العسكري للموقع أمير بوخبوط إن وحدة الرقابة الجوية في الجيش الإسرائيلي تمكنت من اكتشاف إقلاع الطائرات المسيرة لحزب الله وعلى إثر ذلك أقلعت طائرتان من طراز «أف 16» من قاعدة «رمات دافيد» لاعتراضها.
المراسل العسكري لموقع «إسرائيل ديفنس» دان إركين اعتبر أن حزب الله تمكن من فتح جبهة جديدة أمام «إسرائيل» تتمحور حول منشآت حقول الغاز. ولفت إلى أن «تهديدات حزب الله لم تكن شكلية، وباتت تشكل خطراً على حقول الغاز خصوصاً بعد التطورات التي أدخلها حزب الله في هذا المجال». وتطرق إركين إلى محاولات جيش العدو للتعامل مع إمكانية قيام حزب الله بإطلاق أسراب من الطائرات المسيرة «SWARMS» مع إمكانية إطلاق مسيرات انتحارية، لا سيما أن هذه المهمة تتطلب التعاون بين عدة أذرع كسلاح الجو والبحرية والاستخبارات ومنظومات التحكم والرقابة. وتحدث إركين عن خطر امتلاك إيران طائرات مسيرات انتحارية تشكل تهديداً حقيقاً للمنشآت الاستراتيجية لإسرائيل.