وحده النائب إيهاب مطر، كان شجاعاً في المجلس النيابي. اختار ابن طرابلس اسماً من خارج نادي رؤساء الحكومات أو المرشحين الدائمين لدخوله.لم يهرب الرجل كما فعل أكثر من 5 نواب سنة (أسامة سعد، عبد الرحمن البزري، فؤاد مخزومي، حليمة القعقور وأشرف ريفي) حينما وجدوا بعدم تسمية أي شخصية لترؤس الحكومة الحل الأنسب. ريفي، مثلاً، الذي يفتح المعارك على كل الجبهات ويدعو إلى المواجهة في كل القضايا، جلس داخل منزله رافضاً التوجه إلى القصر الجمهوري. هو الذي انضم أول من أمس إلى كتلة لم تتآلف معه ولم يستطع أن ينسجم معها؛ لا هو نجح في إقناعهم (باستثناء مخزومي) بالرضوخ لقراره، ولا هم أفلحوا أيضاً.
مثله أيضاً أسامة سعد الذي يرفع راية مجابهة المنظومة من سنوات، لم يجد من خارج هذه المنظومة اسماً واحداً يرضى عنه ويرضيه، بمن فيهم حليفه عبد الرحمن البزري.
الأنكى من كل ذلك، كانوا النواب «التغييريين» الذين لم يتوحدوا حول اسمٍ واحد. هكذا انقسم الـ13 بين من يرفض تسمية أي شخصية وبين من اختار «طوعاً» الذهاب نحو خيار تسمية نواف سلام. صحيح أن هؤلاء واجهوا على طريقتهم، إلا أنهم لم يخرجوا من علبة الترشيحات التقليديّة.
النواب الـ10 الذين طرحوا مشاريعهم التغييرية خلال حملتهم الانتخابية، عقدوا الاجتماعات والمشاورات على مدى أسبوعٍ كامل، وأخرجوا من أكمامهم «أرنباً»؛ علماً أن سلام سمّته كتلة اللقاء الديموقراطي وسبقتها كتلة حزب القوات اللبنانية سابقاً. والمفارقة الأكبر أنه الاسم الذي روّج له منذ أشهر بعض المقربين من الإدارة الأميركيّة. في المحصلة، تمسّك «التغييريون» بإبقاء القديم على قدمه من دون أن يتجرأوا على «التغيير».
ومثلهم كان النواب السنة المستقلون، إن كان المحسوبون على حزب الله أو أولئك الذين يُعدّون من تركة تيار المستقبل. جميعهم سموا الرئيس نجيب ميقاتي.
يقول البعض إن جمعية المشاريع الخيرية لم تنسّق مع حزب الله بشأن التسمية، عكس الآخرين. في حين أن نواب اللقاء النيابي الشمالي (وليد البعريني، محمد سليمان، أحمد الخير، أحمد رستم وسجيع عطية)، بالإضافة إلى النواب: نبيل بدر وبلال الحشيمي وعماد الحوت، قرروا مساكنة النظام على طريقة الرئيس سعد الحريري. سريعاً، اجتمع هؤلاء وخرجوا بقرار تسمية ميقاتي من دون انتظار «المونة السياسية».
في المقابل، كان جهاد الصمد انتحارياً. الرجل الذي واجه الحريري الأب والابن على مدى سنوات طويلة وترشح ضد رموز تيار المستقبل مذ دخل الحياة السياسية بالوراثة، قرر اليوم أن يسمي الحريري للمرة الأولى. ربما قرر نائب الضنيّة أن يقول لـ»دولة الرئيس» أنه كان خصماً شريفاً والوفي الأوحد للحريري من داخل الطبقة السياسيّة.