أعلن مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف ‏عن إطلاق سلسلة من الأنشطة احتفالاً بمرور أربعين عاماً على انطلاقة المقاومة الإسلامية. ستمتدّ هذه الأنشطة على مدى شهرين كاملين، بدءاً من 20 حزيران حتى 20 آب يُعلن عنها تباعاً، على أن تُختتم بمهرجان كبير يتحدّث فيه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن ‏نصرالله ويتزامن مع الذكرى السادسة عشرة لانتهاء حرب تموز والذكرى ‏الخامسة لحرب التحرير الثانية.‏وأشار عفيف، في مؤتمر صحافي عقده أمس، إلى أنّ العمل جارٍ على تنقيح وثيقة سياسية وتطويرها «تتضمن رؤيتنا إلى بلدنا ومستقبله، وإلى دورنا فيه وفي الدفاع عنه، وإلى تحالفاتنا المحلية ‏والإقليمية، وإلى رؤيتنا إلى مآلات الصراع في المنطقة وعليها».
وكان عفيف بدأ كلمته بالإشارة إلى أهمية هذه المناسبة، مذكّراً بواقع لبنان الذي اجتاحته قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل أربعين عاماً، وانقسام اللبنانيين حول الموقف من الاحتلال «غير أن قسماً منهم، من أصحاب العقيدة والإيمان بالحق، والاستعداد للتضحية، من أجل ‏حرية وطنهم الغالي واستقلاله، من الطوائف والمناطق والاتجاهات السياسية والفكرية كافة، من ‏حركات وأحزاب وقوى سياسية، عقدوا العزم على تغيير الواقع ومقاومة المصير القاتم ورفض ‏الاحتلال وتداعياته السياسية والعملية، فانطلقت مقاومة شعبية بإرادة ذاتية حرة وإمكانات متواضعة ‏‏- من أبناء هذه الأرض الطاهرة- مقاومة بكل الوسائل والأدوات المتاحة، ثقافياً وإعلامياً وتعبوياً ‏وعسكرياً، تؤذن ببدء عصر جديد في لبنان هو عصر المقاومة على أنقاض العصر الإسرائيلي. من بين هذه الفئة كنا نحن». وعرض عفيف لواقع هذا الحزب، الذي ولد من دون حاضنة شعبية أو تأييد سياسي فصار اليوم مؤسسات وصروحاً تربوية وصحية وتعليمية وإعلامية ومدارس وجامعات ‏وعشرات الآلاف من حاملي الشهادات الجامعية من مختلف الاختصاصات، وكتلة نيابية وازنة وذا دور ‏سياسي رصين ومتقدم عما سواه، في نهضة لا سابق لها من حيث الدور والوظيفة لحزب وحركة ‏مقاومة لا في تاريخ بلدنا وحسب بل في التاريخ العربي الحديث». مؤكداً أن «الاحتفاء اليوم بالأربعين عاماً يعني أننا نحتفي بالشهداء أولاً وبالجيل المؤسّس من علماء ‏المقاومة ومجاهديها ثانياً، وبتضحيات الجرحى وعوائل الجرحى وعوائل الشهداء. ‏ نحتفي بشعبنا الوفي الذي منه كنا ومن أجله قاومنا وبسببه نحن هنا في موقع الدفاع عنه وعن ‏مصالحه وحقوقه. نحتفي بكل مقاوم ومناضل وجريح وشهيد، نحتفي بجيشنا الوطني والمعادلة ‏الذهبية التي حمت لبنان، نحتفي بكل من وقف إلى جانب المقاومة من الجمهورية الإسلامية في إيران، إلى الجمهورية العربية السورية، إلى كل الأحرار والشرفاء في العالم العربي وأصحاب ‏الضمير الحي على امتداد العالم. ‏
واعتبر عفيف أن الهدف من «الاحتفال بالأربعين ربيعاً كتابة التاريخ حتى لا يموت الشهداء مرتين، حتى لا ‏يظلمنا المؤرّخون والباحثون، حتى لا تموت الذاكرة الحية، حتى يعرف شعب لبنان أنّ جيلاً بأكمله ‏ترك مباهج الحياة الدنيا من أجل الحرية والكرامة والسيادة الحقيقية وعدم الارتهان للخارج، وحتى ‏يتمكّن جيل جديد وُلد بعد التحرير أن يكون وفياً لقيمه وتاريخه ومبادئه، ولا يسمح أبداً أبداً لبلده أن ‏يُحتل مرة أخرى».