إحياءً للذاكرة وحفاظاً عليها، بادرت الشابة أماني رمّال، المتخصّصة في موضوعَي الذاكرة والأرشيف، مع مجموعة من المتطوّعين، إلى إنشاء مشروع «وثاقية» بهدف حفظ ذاكرة اللبنانيين المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي والصراع معه منذ عام 1948. رمّال، التي تُطلق المشروع اليوم، توضح أنّ سبب هذا التوقيت جعل عيد المقاومة والتحرير مناسبة لتثبيت أرشيف المقاومة في مختلف أوجهها في الذاكرة الجمعية الوطنية، من خلال جمع أرشيفات العائلات اللبنانية وترسيخ المشترك الوطني. وتدعو «وثاقية» الراغبين في المشاركة في حفظ هذا الأرشيف إلى إيداعها ما يملكونه من وثائق ومقتنيات، مع إمكانية إيداعها بصيغتها الورقية أو الإلكترونية. للتواصل مع فريق وثاقيّة عبر رقم الهاتف: 7086491900961، البريد الإلكتروني: [email protected]، وصفحة الانستغرام.

وثيقة رقم 1


وثيقة رسميّة صادرة عن ما كان يُعرف «بوحدة الارتباط للبنان: الشؤون المدنية». وهي تصريح عبور لأحد المواطنين اللبنانيين من وإلى «الحزام الأمني» أو ما يُعرف بأدبيات المقاومة «الشريط الحدوديّ المحتل». انضمت هذه الوثيقة إلى أرشيف «وثاقية» عام 2017 وهي من أولى الأرصدة التي ساهم بها الأستاذ قاسم فياض. في قراءة أوليّة للمحتوى المعلوماتي للوثيقة:
1. حدّدت الوثيقة اسم المعبر «كفرتبنيت» وهو أحد المعابر التي اعتمدها العدو الإسرائيلي للضبط الأمني للشريط الحدودي وهي إحدى الوثائق التي تروي ذاكرة تلك المعابر والهمجية التي كان يمارسها العدو الإسرائيلي على أهالي منطقة الشريط الحدودي.
2. تاريخ إعطاء هذا التصريح في أيلول 1993 أي بعد حرب تموز 1993 التي عُرفت حينها بحرب «تصفية الحساب».
3. ورد في الوثيقة أنّ هذا التصريح صالح لمرة واحدة فقط، أي للعبور لمرة واحدة. وعليه فإن كلّ عبور لمواطن لبناني كانت تستلزم تصريح دخول. وفي ذاكرة الجنوبيين الكثير من المعاناة لاستحصال التصريح.

وثيقة رقم 2


وثيقة رسمية صادرة عن ما كان يُعرف «دولة لبنان الحرّ». وهي بطاقة هوية مُنحت لسيدة لبنانية من جنوب لبنان عام 1979. والجدير بالذكر أنّ أرشيف وثاقية يمتلك بطاقة أخرى جاءت تحت عنوان «بطاقة هوية مؤقتة» مُنحت لمواطن لبناني آخر عام 1978. وهاتان البطاقتان مُنحتا إثر تشكل ما سُمّي بـ«دولة لبنان الحر»، حينما تمرّد سعد حداد وهو ضابط سابق في الجيش اللبناني على الشرعية اللبنانية وأعلن قيام دولته تحت السيطرة الكاملة للعدو الصهيوني في نيسان 1979. انضمت هذه الوثيقة إلى أرشيف «وثاقية» عام 2017 وهي أيضاً وثيقة من رصيد ساهم به الأستاذ قاسم خنافر وهي مجموعة وثائق من الأرشيف الخاص للعائلة.

وثيقة رقم 3


بوستر إعلامي توجيهي لعملاء لحد كان معلقاً في أحد المقرّات العسكرية التابعة لما كان يُعرف بـ «جيش لبنان الجنوبي» في جنوب لبنان. هو من غنائم المسيرات الشعبية والعفوية التي شهدتها قرى الجنوب اللبناني إبّان تحريرها عام 2000. فقد دخل الجنوبيون إلى المقرّات العسكرية التابعة لقوات العملاء وغنموا الكثير من الوثائق هذه إحداها. انضمت هذه الوثيقة إلى أرشيف «وثاقية» عام 2018 وهي من رصيد عائلة أيوب الشخصي.