طرابلس | يعيش أهالي مفقودي «مركب الموت»، الذي غرق أمام شاطئ بلدة القلمون إلى الجنوب من مدينة طرابلس قبل شهر، على وعود السياسيين من جهة ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي من جهة ثانية، لتحقيق أملهم باستعادة جثامين أفراد عائلاتهم. رواياتهم غير دقيقة في ظلّ ضبابية المعلومات التي يتلقاها كلّ منهم، إلا أنهم يتفقون على مطلب واحد: استعادة الجثامين لدفنها وتكريمها.قبل أسبوع، أعلن النائب أشرف ريفي من معراب، رداً على سؤال، أنه يعمل «مع جهات خارجية متخصّصة في عالم البحار، لإرسال باخرة تحمل غواصة تستطيع الغوص إلى عمق يصل إلى حدود نحو 2500 متر، وسنتعاون مع الزملاء النواب لإنجاح هذا الموضوع، كما سيتم توفير التمويل من أهلنا في الاغتراب».
تزامن هذا الإعلان مع أخبار انتشرت على منصّات مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأنّ مغترباً لبنانياً مقيماً في ألمانيا، يدعى ربيع محمد فتفت، أعلن أنّه سيؤمّن غوّاصة من أجل إرسالها إلى لبنان بهدف المساعدة في انتشال الجثث الغارقة في قعر البحر على عمق يُقدّر بنحو 47 متراً.
لا معلومات تفصيلية لدى أهالي المفقودين عن الموضوع. أبو تيمور الدندشي، الذي سجّلت عائلته العدد الأكبر من المفقودين، يكتفي بالقول لـ»الأخبار» إنّ «هذا الموضوع يتابعه النائب ريفي مع قيادة الجيش اللبناني. وقد جرى إبلاغنا أنّه ستصل غواصّة إلى لبنان خلال 20 إلى 25 يوماً وسيتمّ انتشال الجثث».
أمّا مصطفى مينا، أحد النّاجين من غرق القارب مع والدته وشقيقه وصهره، بينما غرقت شقيقاته، فيوضح أنّ «هذه الأخبار نسمعها من وسائل الإعلام، ولكن لا شيء مؤكّداً لدينا بعد، كما لم يتصل بنا أحد ليطلعنا على ما يجري في هذا السياق سوى الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير الذي زارنا أول من أمس وأكّد لنا بأنّ الدولة تتابع الموضوع، ووعدنا بالوصول إلى نتيجة إيجابية قريباً». ويوضح مينا أنّه «لن نقوم حالياً بأيّ تحركات في الشّارع بانتظار معرفة إلى أين ستصل المساعي التي تبذل في هذا المجال»، مضيفاً أنّ «لجنة المتابعة تتواصل يومياً مع الأهالي عبر مجموعة خاصة على «الواتس أب»، ونحن لا نريد سوى إخراج جثثهم ودفنهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم».
وكشف مينا أنّ عدد النّاجين بلغ 45 ناجياً، والمفقودين 33، بينما انتشلت جثث 19 شخصاً طفت جثثهم على سطح البحر بعد غرق القارب، وهؤلاء أقيم نصب تذكاري لهم عند مدخل طرابلس الجنوبي في محلة البحصاص.
لكن ربيع الجمل، وهو أحد النّاجين من غرق القارب مع والدته وأخته وزوجته وولديه، بينما لا يزال مصير أربعة من أفراد عائلته مجهولاً، فيوضح أنّ «وفداً من مخابرات الجيش اللبناني زارنا أمس، وأبلغنا بأنّ اتصالات الاستعانة بغوّاصة تجري على مستويين، الأول عبر الجانب الأميركي والثاني بواسطة النائب ريفي، وأنّ أيّ غواصة تصل قبل الأخرى ستتم الاستعانة بها لمباشرة عملها في انتشال الجثث». وأضاف الجمل أنّه «جرى إبلاغنا أنّ إحدى الغوّاصات ستصل في غضون ثلاثة أسابيع تقريباً إلى لبنان، بعد أن يتم تأمين ودفع المبلغ المالي اللازم للاستعانة بها، وهو بحدود 200 ألف دولار أميركي تقريباً».