الجامعة اللبنانية تنزف، فيما لا تزال ملفاتها الحيوية معلَّقة على اتفاق تحاصصي "لن يحصل" بين القوى السياسية حول تعيين العمداء، وهذا ما أشارت إليه الأجواء التفاوضية صباح أمس، في وزارة التربية التي شارك فيها هذه المرة الوزيران السابقان الياس بو صعب وعلي حسن خليل ومستشار الرئيس ميقاتي سامي عجم. في المقابل، أصرّ وزير التربية، عباس الحلبي، على إشاعة أجواء تفاؤلية بالقول للجنة التمثيلية للمتعاقدين بأنه تمت حلحلة بعض العقد، ويتابع شخصياً العمل على حلحلة باقي العقد في الساعات القليلة المقبلة التي تسبق جلسة مجلس الوزراء اليوم. وعد الحلبي اللجنة بأنه لن يقبل بفصل الملفات بعضها عن بعض، وبالتالي هناك إمكانية لإقرارها غداً. مصادر المتعاقدين قالت إن ما نُشر في بيان اللجنة التمثيلية ليس انطباعاً إنما تأكيد من الوزير أنه ستكون هناك صيغة سيتم العمل عليها بناءً على النقاشات أمس.وتردد أنه يمكن للتيار مقايضة ملف التفرغ مقابل تعيينات في وزارة الخارجية، إلا أن مصادر التيار نفت هذا الأمر نفياً قاطعاً، وأشارت إلى أن "جولة المفاوضات، أمس، انتهت بالمراوحة حول العقد نفسها والمعرقلين لا يزالون هم أنفسهم الذين يريدون كسر القانون 66 في كليتَي الطب والعلوم وعدم احترام الترشيحات التي يتضمنها، علماً بأن المرشح الوحيد لكلية الطب في اللائحة هو مارون غبش، فيما لا تزال القيادات السنية ترفع السقف لجهة عدم التنازل عن المطالبة بخمس عمادات بدلاً من أربع".
من جهته، نفى المسؤول التربوي المركزي في حركة أمل، علي مشيك، أن يكون القانون 66 لا يزال مطبقاً في كليتَي الطب والعلوم، باعتبار أن مرشحين اثنين من أصل ثلاثة أحيلا إلى التقاعد في كلية الطب، كما أن أحد المرشحين لعمادة كلية العلوم، بسام بدران، بات رئيساً للجامعة، وبالتالي لا يمكن اعتماد اللائحة السابقة. وقال إننا "نعطي الأولوية لملف التفرغ والمدربين على ملف العمداء، فإذا سارا جنباً إلى جنب فليكن، لكننا لن نقبل بأن يمر تعيين العمداء قبل التفرغ".
يستمر شد الحبال في حين أن الأساتذة المتعاقدين بالساعة المرشحين للتفرغ يبيتون في الشارع، والمدربين "ماتوا" ويعيشون مصيبة، بحسب تعبير أحدهم، في إشارة إلى الحالة المأساوية التي بلغوها. هم باتوا يقتاتون على الإفطارات أو يجتازون المسافة بين منزلهم ومكان عملهم سيراً على الأقدام. المتعاقدون بالتفرغ ينتظرون ملف دخول الملاك، لحماية عائلاتهم، ولا يريدون أن تتكرر معهم مأساة أحد زملائهم الذي باغتته المنية وحُرم أبناؤه من أي راتب تقاعدي.