وعد وزير التربية عباس الحلبي ذوي الإعاقة بنقل أقلام الاقتراع إلى الطوابق الأرضية في 40% من المراكز الانتخابية لإزالة العوائق الهندسية التي قد تعترض حركتهم يوم الانتخابات، موكلا مهام الإشراف على العملية لمدراء المدارس ونواطيرها. وكان متعاوناً معهم فأعطى البيانات الجديدة التي تضيف 300 مدرسة جرى تجهيزها لوجستياً بعد المسح تتيح نقل الأقلام فيها إلى الطوابق الأرضية (أظهر المسح الذي جرى عام 2009 على جميع المحافظات في لبنان أن 40% من المراكز تتيح نقل أقلامها). "بدا وزير التربية عباس الحلبي متعاوناً معنا كثيراً خلال الزيارة الأولى له لضمان تجهيز المراكز يوم الانتخابات"، كما تقول رئيسة الاتحاد اللبناني للأشخاص المعوّقين حركياً سيلفانا اللقيس. وخلال اللقاء الذي جمعها وجمع ممثل جمعية "الشبكة الجامعة لمناصرة الأشخاص المعوقين" فادي الحلبي بالوزير، بحضور مستشارة رئيس الحكومة للشؤون التربوية هبة نشابة، طلبت اللقيس من وزير التربية الإعلان عن تجهيز مراكز الاقتراع لاستقبال الأشخاص المعوقين من أجل تشجيعهم على المشاركة في الاستحقاق الانتخابي.
أما وزارة الشؤون الاجتماعية فلم تستجب لطلب إعطاء المعلومات حول مكان قيد وسجل الأشخاص المعوّقين المسجلين لديها حتى تضمن وزارة الداخلية نقل الأقلام إلى الطوابق السفلية في المراكز التي ينتخبون فيها. وهذا ما يراه القائمون على الملف "محاولة خلق عراقيل إنسانية إلى جانب العراقيل الهندسية التي تعترضهم". كيف يضرّ "خذلان" الوزارة حق الأشخاص المعوقين الانتخابي؟ تجيب اللقيس: "لا تستطيع المدارس نقل كل أقلام الاقتراع إلى الطوابق السفلية كما لا تنوي استخدام الملاعب والباحات، وعندما تسلم الوزارة البيانات المطلوبة لوزارة التربية تبدأ الأخيرة بنقل الأقلام التي ينتخب فيها المعوقون إلى الطوابق السفلية أولاً".
من جهته، يؤكد مدير عام وزارة الشؤون الاجتماعية عبدالله أحمد لـ"الأخبار" أن "الوزارة سلّمت وزارة الداخلية والبلديات توزيع الأشخاص المعوقين على الأراضي اللبنانية، لكنهم يطلبون منا تسليمهم قاعدة البيانات لا سيما أسماء المعوقين، وهذا ما نرفضه". لماذا؟ يجيب: "حفاظاً على خصوصية المعوقين المسجّلين لدينا، فأكثر من 90% منهم أشاروا لدى حصولهم على بطاقة معوق أنهم يريدون ألا يفشى سرّ إعاقتهم". ترد اللقيس على هذه "الحجة الواهية" بالقول: "لو أن أي مموّل لمشروع تنموي طلب هذه البيانات لما قصّرت الوزارة في الإفصاح عنها لكنها لا تفعل شيئاً لمصلحتنا".
يجهد الأشخاص المعوقون لتكون ظروف الانتخابات هذا العام "أقل قساوة" من ظروف الانتخابات الأخيرة. إلى جانب العمل الدؤوب لإزالة العوائق الهندسية التي تعترض طريق مشاركتهم في الاقتراع، زار اتحاد الأشخاص المعوقين وزير الإعلام زياد المكاري "لضمان تغطية إعلامية عادلة لنا وخالية من أي انتهاكات لحقوقنا". وفي هذا المجال، تعتب اللقيس على وسائل الإعلام التي "لا تحمل قضايا الأشخاص المعوقين على محمل الجد ولا تعطيهم حقهم في التغطية الإعلامية".