في 31 آذار الماضي، أطلق بهاء رفيق الحريري «مشروعه السياسي» في «احتفال مركزي» أقامته حركة «سوا للبنان» في «فوروم دي بيروت». بعيداً عن كلام الحريري عن «التغيير» و«المشروع الوطني» وتأكيده أن مشروعه ليس انتخابياً ينتهي بعد إغلاق صناديق الاقتراع، فإن إطلالته أتت قبل شهر ونصف شهر من موعد الاستحقاق، فيما احتل مرشحون معظم مقاعد الصف الأول.وكانت مصادر «سوا» قد أكّدت سابقاً انكفاء الحركة عن الترشح، مع دعوتها الى التصويت بكثافة ونيتها دعم مرشحين «تغييريين» في عدد من المناطق. وعُزي ذلك إلى تعاطف الشارع السني مع سعد الحريري ورفضه تقبّل بهاء خلفاً لشقيقه، ما لم يبق أمام بهاء خيار سوى العدول عن خوض المعركة بمرشحين مباشرين ودعم مرشحين مستقلين، بالتزامن مع الانصراف إلى «مأسسة» الحركة وتشكيل «مجلس أمناء» من 40 عضواً من كل المناطق ومختلف الاختصاصات، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمن والدفاع والتريبة والصحة والقانون. وتضع «سوا» على عاتق هذا الجسم إنجاز خطط عملها حتى عام 2026، واختيار المرشحين الذين سيصار إلى دعمهم في استحقاق أيار المقبل. ومن مهام المجلس حين ينتهي تشكيله انتخاب رئيس للحركة.
ومع إقفال باب تشكيل اللوائح، تبيّن أن «سوا» لم تكتف بدعم مرشحين مستقلين، بل عملت على ضم منضوين فيها ومحسوبين عليها إلى لوائح في أكثر من منطقة. ففي بيروت الثانية، تُحسب لائحة «لتبقى بيروت» على بهاء الحريري، وخصوصاً المرشح نقولا سابا، محافظ بيروت السابق، والرئيس التنفيذي حالياً لمؤسسة «نوح» التي ترأسها حسناء بهاء الحريري، إحدى المؤسسات التي يعتمد عليها الحريري لتقديم المساعدات.
وتدعم «سوا» في «الشمال الثالثة» مستشارها القانوني المحامي مجد بطرس حرب، وفي دائرة جبل لبنان الأولى (كسروان ــــ جبيل) مستشارها الطبي مدير مستشفى سان جوان ــــ جونية سليم الهاني المرشّح على لائحة النائب فريد هيكل الخازن. وتؤكد مصادر «الأخبار» أن سابا والهاني من بين 40 آخرين عُيّنوا في «مجلس أمناء» يشكل إطاراً تنفيذياً للحركة.
وفي الشمال الثانية (طرابلس، المنية، الضنية) تدعم «سوا» فادي الخير (المنية) وباسل الأسطة (طرابلس) المرشحَين على لائحة «الاستقرار والإنماء»، وفي «الشمال الأولى» مرشح الجامعة المرعبية على لائحة «نهوض عكار» وسيم المرعبي. وفي دائرة البقاع الأولى (زحلة)، تدعم الحركة المرشح عن المقعد السني رضا الميس على لائحة «#التغيير» غير المكتملة، والمرشحة رنا الطويل على لائحة «صوت التغيير» في الجنوب الأولى (صيدا ــــ جزين).
مصادر في «سوا» أكدت أن الحركة «اعتمدت معايير واضحة لدعم المرشحين» وهي تستند إلى وضعية كل مرشّح في بيئته ومدى حضوره وتأثيره والتزامه «المفاهيم السيادية» كـ«قربه من الثورة وموقفه من سلاح حزب الله وعلاقته مع أطراف معادية للخليج»! طبقاً لهذه المعايير، ستساعد الحركة المرشحين في تأمين المستلزمات اللوجستية وتسويقهم في البيئات التي تؤكّد أن لها تأثيراً فيها. فيما ستعمد في مناطق أخرى إلى «تجيير ما نمتلكه من وزن» في خدمة «التغييريين»، كالتصويت للائحة بولا يعقوبيان في بيروت الأولى، ولائحة «توحّدنا للتغيير» في دائرة الشوف ــــ عاليه (تضم مارك ضو وغادة عيد وحليمة قعقور).