أنجزت هيئة التنسيق لقوى المعارضة في دائرة الجنوب الثالثة، أمس، لائحتها للانتخابات النيابية المقبلة. مفاوضات عسيرة خاضها أركان الهيئة، أبرزهم الحزب الشيوعي اللبناني ومجموعات «17 تشرين»، على صعيدين: الأول مشاورات داخلية أرضت البعض وأخرجت آخرين. والثاني مفاوضات مع حركة «مواطنون ومواطنات في دولة» نجحت في ضمّها إلى اللائحة بمرشح واحد، تفادياً لتشكيل لائحة ثانية. وبحسب مصدر مطّلع، تضمّ لائحة اليسار والمستقلين التي يتوقع أن تسجل اليوم كلاً من: حسن بزي وخليل ذيب وعلي مراد عن المقاعد الشيعية الثلاثة في بنت جبيل، ووسيم غندور وعلي وهبي ووفيق ريحان عن المقاعد الشيعية الثلاثة في النبطية، وفي حاصبيا ــــ مرجعيون كلاً من: محمد قعدان عن المقعد السني، إلياس جرادة عن المقعد الأرثوذكسي، فراس حمدان عن المقعد الدرزي، نزار رمال وإبراهيم العبدالله عن المقعدين الشيعيين.ورغم أن المرشحين اختيروا بالتصويت داخل هيئة التنسيق في كل قضاء، إلا أن النتائج لم تحظ بالإجماع. إذ إن عدداً من المعترضين التقوا في اليومين الماضيين للاتفاق على الخطوات المقبلة. فهل تنزلق المعركة في «الجنوب الثالثة» من مواجهة لقوى السلطة إلى منازلة بين معارضيها كما حصل في انتخابات 2018؟
المرشحة عن أحد المقاعد الشيعية في النبطية نعمت بدر الدين أكّدت لـ«الأخبار» أنها لا تزال «في قلب المعركة»، فيما أشار زميلها المرشح عن أحد المقعدين الشيعيين في حاصبيا ــــ مرجعيون عباس شرف الدين إلى أنه يبحث مع بدر الدين ومن أُخرجوا من لائحة المعارضة تشكيل نواة لائحة ثانية للمعارضة، بسبب اعتراضات كثيرة؛ منها «اختيار ممثل عن ممفد من النبطية للترشح في مرجعيون وآلية الاختيار التي اتّبعت في كل قضاء وليس على مستوى الدائرة، وصولاً إلى الطابع الشيوعي الذي يطغى على من اختيروا». فيما أسف غندور لعدم اعتماد رفاقه في اللائحة، مؤكداً «أننا سنمثلهم خير تمثيل، ولا سيما بعدما أخذت هيئة التنسيق بملاحظاتنا على الورقة السياسية للائحة التي تتمسك بحق الدفاع عن الأرض وتركّز على الشؤون الحياتية ومحاربة الفساد».
اللائحة الثانية المحتمل تشكيلها لن تكون التحدي الوحيد أمام لائحة المعارضة الرئيسية. إذ إن عدد اللوائح المنافسة للائحة المدعومة من ثنائي أمل ــــ حزب الله والنائب طلال أرسلان لن يتخطّى الاثنتين، بخلاف عام 2018 عندما تنافست خمس لوائح. كما أن عوامل رئيسية ساهمت في تحفيز المعترضين على التصويت في الدورة الماضية لم تعد موجودة. إذ إن تيار المستقبل خرج من السباق، وكذلك التيار الوطني الحر بالتفاهم مع لائحة الثنائي التي التحق بها أرسلان، ما سيجعل صعباً على الشيوعي والمجموعات والمستقلين تحريك الناخبين السنّة والمسيحيين والدروز.
تقرّ مصادر شاركت في طبخ لائحة المعارضة بأن الثقل الذي تعوّل عليه لتأمين الحاصل والخرق يتمثل بالمرشح عن المقعد الأرثوذكسي إلياس جرادة. طبيب العيون، ابن بلدة إبل السقي، دخل نادي المرشحين في الأيام الأخيرة استجابة لجهود بذلها شيوعيون ومستقلون وفعاليات من المنطقة. وهو بحسب مصادر اللائحة «يمتلك مواصفات تجعله قابلاً للخرق في مقعد النائب أسعد حردان، بسبب خدماته وخلفيته الوطنية. إشارة إلى أن شقيقه عمار جرادة هو مطلق الرصاصة الأولى لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في عملية صيدلية بسترس في 16 أيلول 1982».