بخلاف حزب الله الذي أعاد ترشيح النائبين حسين جشي وحسن عز الدين عن اثنين من المقاعد الشيعية الأربعة في قضاء صور، لم تحسم حركة أمل بعد أسماء مرشحيها في دائرة صور ــــ الزهراني (شيعيان في صور وشيعيان وكاثوليكي في الزهراني). وحده الرئيس نبيه بري قدم ترشحه باكراً، فيما ــــ وكما في كل دورة ــــ ترتفع المطالب حركياً وشعبياً بتحديث الوجوه في القضاءين، وبعضها ثابت منذ عام 1992، كالنائبين علي عسيران وميشال موسى عن الزهراني والنائب علي خريس الثابت منذ عام 1996. فيما تسري شائعات عن احتمال استبدال عسيران في مقابل بقاء الآخرين والنائبة عن صور عناية عز الدين (انتخبت للمرة الأولى في دورة 2018).أما على ضفة المعارضة، فلم يتخطّ عدد المرشحين حتى الآن العشرة، بينهم ستة عن المقاعد الشيعية، فيما لا يزال المهتمون المسيحيون في إطار إبداء النيات بالترشح عن المقعد الكاثوليكي. لكن اللافت أن قلّة عدد المرشحين لن يعني معركة هادئة بين لائحة الثنائي ولائحة غير مكتملة للمعارضة كما حصل في الانتخابات الماضية، إذ إن التباعد بين المعارضين أنفسهم هذه المرة قد ينتج معارك جانبية تلهيهم عن معركتهم الأساس.
أولى لوائح المعارضة شبه المحسومة هي نتاج حراك صور والحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي ومنتدى صور الثقافي ومستقلّين. وأول مرشحيها شبه المحسومين عن صور هو ممثل الحراك حاتم حلاوي الذي أوضح لـ«الأخبار» أن إطار «الجنوب معاً» و«لقاء صور للتغيير» يسعيان لتوحيد قوى المعارضة في لائحة واحدة، من ضمنها «مواطنون ومواطنات في دولة» (ممفد). فيما لم يحسم الشيوعي اسم مرشحه في اللائحة التي قد يترشح ضمنها أيضاً عبد الناصر فران ممثلاً عن المنتدى. وفي صور، يتم التداول بأسماء عدة من دون حسم مصير انضمامها إلى اللائحة كحسن حجازي (حراك صور) ومحمد أيوب (العسكريون المتقاعدون) وحازم الخليل. وفيما حُسم في الزهراني ترشيح علي خليفة، يسعى القيّمون على اللائحة، بحسب حلاوي، إلى إقناع المهندس رياض الأسعد بعدم الترشح ودعم مرشحيها، علماً بأن لائحة المعارضة عام 2018 تكونت من تحالف الأسعد و«الشيوعي» ومستقلين. الأسعد، من جهته، حسم أمر ترشحه، وعن تحالفاته قال لـ«الأخبار»: «بعد ما في شي».
على ضفّة المعارضة، لم يتخطّ عدد المرشحين حتى الآن العشرة


أما اللائحة الثانية، فقد تأتي من «ممفد» التي سمت من ضمن مرشحيها أشخاصاً يتحدرون من صور والزهراني. ووفق حلاوي، تصر الحركة «حتى الآن على أن ننضمّ نحن إلى لائحتهم وليس العكس». وتبقى اللائحة الثالثة التي تسعى إلى تشكيلها المحامية بشرى الخليل وسط معلومات عن احتمال تحالفها مع حسن خليل ومرشح مسيحي يحظى بتمثيل شعبي.
لكن عقدة اللوائح الثلاث ليست التوحد لتفادي تشتيت الصوت المعارض ورفع حظوظه بخرق لائحة الثنائي فقط، إنما أيضاً إيجاد شريك كاثوليكي. وكانت القوات اللبنانية قد تواصلت مع أكثر من مجموعة عارضةً التحالف، لكنها لقيت رفضاً قاطعاً. حتى الآن، يبرز هشام حايك من بين المرشحين المحتملين. الجراح ابن مغدوشة تلقّى عرضاً من لائحة «الجنوب معاً» للتحالف، لكنه لم يحسم أمره. وبرّر لـ«الأخبار» تردّده بـ«تعدد المعارضات ما يصعّب الفوز. والوقت لم يعد لتسجيل المواقف، بل للربح». لذلك يفضل التريث في الحسم حتى الساعات الأخيرة قبل إقفال باب الترشيحات الثلاثاء المقبل وتمظهر التحالفات.