مساع حثيثة يبذلها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة لتقريب وجهات النظر بين «القوى السيادية» لخوض الانتخابات النيابية المقبلة. ورغم قرار الرئيس سعد الحريري في 24 كانون الثاني الفائت «تعليق» العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات، والشرخ السياسي الكبير بين معراب وبيت الوسط، يواصل السنيورة اتصالاته في مختلف الدوائر التي يتداخل فيها حضور تيار المستقبل مع حضور القوات اللبنانية، من أجل خوض الانتخابات بلوائح موحدة تجمع «الخارجين» على قرار الحريري مع مرشحي القوات.في دائرة الشمال الثانية (طرابلس والمنية والضنية)، ينطلق السنيورة من أن تحالف المستقبل والقوات في انتخابات نقابة المهندسين في طرابلس، الأسبوع الماضي، وفوز مرشحيهما، يمكن أن يفتح الباب أمام تحالف انتخابي بين الطرفين يسمح بانضمام مرشح القوّات عن المقعد الماروني إيلي خوري إلى لائحة تيّار المتمردين على قرار قيادة تيار المستقبل.
وفي غضون ذلك تستمر المشاورات بين «المتمردين» لتشكيل نواة لائحة تفيد معلومات بأنّها ستضم نائب رئيس تيّار المستقبل مصطفى علوش ونقيب المحامين السّابق في طرابلس فهد المقدم وكريم كبّارة (نجل النّائب محمد كبارة) الذي لا يزال يدرس كلّ الخيارات المتاحة أمامه قبل انضمامه إلى أيّ لائحة. ورجّحت معلومات أن ينضم إلى هؤلاء عضو المكتب السّياسي في التيّار هيثم مبيض الذي استقال من منصبه، فيما يدور نقاش في الضنية حول انضمام النائب سامي فتفت أو والده النائب السابق أحمد فتفت إلى اللائحة، فضلاً عن نقاش آخر يدور حول مرشّح المنية في اللائحة بين الإبقاء على النّائب الحالي عثمان علم الدين أو التحالف مع المرشّح أحمد علم الدين الملقب بـ«الدوري»، وهو من أثرياء المنطقة ويمكنه أن يوفّر تمويلاً للائحة التي تفتقر حتى الآن إلى داعمين لها. فيما لم يُسجّل حتى الآن أي تقارب مع الوزير السّابق أشرف ريفي، بسبب «حسابات سياسية معقدة»، بحسب مطلعين يستبعدون حصول تحالف كهذا.
الحريري «يقفل» ماكينة المستقبل الانتخابية أمام «المتمردين» على قراره


إلى ذلك، كشف بيان المنسقين السابقين لتيّار المستقبل في أقضية الشّمال، أمس، وإعلانهم «الوقوف خلف الرئيس سعد الحريري اليوم أكثر من أيّ وقت مضى»، تبايناً كبيراً في قواعد التيّار الأزرق إزاء مقاربة الانتخابات النيابيّة المقبلة، بعد قرار بعض نوّاب الحريري وشخصيات سياسيّة كانت مقربة منه خوض الانتخابات خلافاً لقراره.
مصادر مطلعة أكّدت لـ«الأخبار» أنّ البيان جاء «ردّاً على تلكؤ منسقي التيّار في أقضية طرابلس وعكّار والضنّية والمنية وزغرتا والكورة في تنفيذ قرار قيادتهم بالابتعاد عن القيام بأيّ نشاط انتخابي. إذ إنّ أبواب بعض المنسقيات بقيت مفتوحة أمام لقاءات لنوّاب ومرشّحين لم يلتزموا قرار الحريري، ما دفع الأمين العام للتيّار أحمد الحريري للاتصال بالمنسقين وإسماع بعضهم كلاماً قاسياً، الأمر الذي أدى إلى إقفال المنسقيات أمام أيّ نشاط انتخابي». وعندما لجأ النواب والمرشّحون إلى توجيه دعوات إلى كوادر وأعضاء مقربين منهم، في ماكينات التيّار الانتخابية، للقاءات في مكاتبهم أو منازلهم، فوجئوا بتغيّب أغلب من وُجّهت إليهم هذه الدعوات. وقد أدّى ذلك إلى إرباك كبير في صفوف طابخي لائحة «فلول» المستقبل في دائرة الشّمال الثانية الذين بدوا محشورين في الوقت ويصعب عليهم تجهيز ماكينة انتخابية من الصفر قبل شهرين فقط من الانتخابات، فضلاً عن غياب التمويل لمعركة لن يمكنهم تحقيق نتائج إيجابية فيها إذا ما قرّروا خوضها بـ«اللحم الحيّ».