عادت النائبة بهية الحريري من أبو ظبي خالية الوفاض، بعد زيارة للرئيس سعد الحريري في مقره الجديد. بحسب المعلومات، «أخفقت العمّة في إقناع ابن شقيقها بمنحها استثناء يسمح لها بالترشح عن مدينة صيدا ضمن دائرة الجنوب الأولى». إذ أن الحريري «تمسّك برفضه البحث، في الأساس، بترشح أحد أفراد عائلته على غرار رفضه ترشح أي كان باسم تيار المستقبل».قبل شهرين، عند إعلان «بيت الوسط» العزوف عن المشاركة في السياسة، التزمت مجدليون. كانت الحريري تقول لمساعديها وزوارها إنها ليست بحاجة للنيابة لكي تبقى حاضرة على الساحة الصيداوية. وذكّرت بحضورها الرئيسي الذي تلازم مع انطلاق مشروع شقيقها رفيق الحريري نهاية السبعينيات من مجمع كفرفالوس إلى المؤسسة الإسلامية للتنمية (تحولت إلى مؤسسة الحريري لاحقاً). وعرضت خططاً خدماتية وتنموية جهزتها للمدينة بعد خروجها من النيابة «والتفرّغ لخدمة الناس»، من دون أن تتأثر بوفود العائلات والأصدقاء الذين طالبوها بالترشح. كما لم تستجب لاقتراحات بترشيح مقربين منها، بل أوعزت لمناصريها بمقاطعة الانتخابات كلياً عوض تجيير أصوات قواعدها لمرشح آخر. فما الذي استجد وجعلها تفكر بالترشح شخصياً؟
يقرّ مستقبليون بأن مناصري الحريري لن يلتزموا كلياً في حال طلبت الحريري منهم مقاطعة الاقتراع لأسباب عائلية ومصلحية. وعليه، فإن القاعدة ستتشتت، وقد تتفرق على نحو تدريجي خلال السنوات الأربع المقبلة في العرين الأساس للحريرية رغم نفوذ الحريري في بلدية صيدا والأجهزة الأمنية والإدارات الرسمية والجمعيات... لذلك، دفع هذا «الخطر الوجودي» الحريري إلى محاولة إقناع ابن شقيقها بمنحها إذن الترشح. حتى الآن، «يرفض الحريري. وهي ترفض مخالفة قراره» بحسب مقربين منها. وفي انتظار حسم الأخير لموقفه، اقترح مستقبليون ترشيح رموز حريرية في المدينة تضمن عدم تسرب المناصرين، كعضو بلدية صيدا حازم بديع ورئيس جمعية المقاصد الإسلامية في صيدا يوسف النقيب. علماً أن الأخير هو أحد رفاق رفيق الحريري القدامى وقد أوكل إليه ترؤس الماكينة الانتخابية للاستحقاقات التي خاضها تيار المستقبل في المدينة، في النيابة والبلدية وفي جمعية المقاصد وخريجيها أيضاً. ويجد كثر في النقيب أفضل مرشح بديل عن «الست بهية». إذ يمتلك مروحة واسعة من العلاقات الصيداوية ولديه رزمة من الخدمات والتوظيفات. ويرد البعض سبب خسارة المستقبل الانتخابات البلدية عام 2004 أمام القوى الوطنية، إلى استبعاده للمرة الأولى عن الماكينة بطلب من بهية الحريري. وعلمت «الأخبار» أن من بين من أبرز الداعمين لترشيح النقيب، الرئيس فؤاد السنيورة. وعن مصير ترشحه، قال النقيب أمس إن «الجهود تتركز حالياً لإقناع سعد الحريري على الموافقة على ترشح عمته بهية. وفي حال رفض، لكل حادث حديث».
البزري يتلقى عروضاً للتحالف من التيار الوطني الحر والمجتمع المدني والثنائي وسعد


حتى الآن، لم يستوعب كثر المشهد الصيداوي السياسي من دون الحريري الثابتة نيابياً منذ عام 1992. لكن الفراغ سيجد حكماً من يملأه. إضافة إلى حراك النائب أسامة سعد الانتخابي للترشح مع مجموعات مستقلة، برز حراك للجماعة الإسلامية ورئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري اللذين أجريا مروحة اتصالات واسعة للبحث عن حليف مناسب في صيدا وجزين لتأليف لوائح مشتركة. وفي حين عجزت الجماعة حتى الآن عن التموضع في أي حلف، تلقى البزري عروضاً عدة من التيار الوطني الحر وبعض مجموعات المجتمع المدني، ومن ثنائي أمل - حزب الله للتحالف مع لائحة تضم النائب إبراهيم عازار في جزين، ومن سعد للتحالف مع سعد في لائحة واحدة مع مستقلين في جزين.
البزري قال لـ«الأخبار» إن خريطة الترشيحات والتحالفات «لا يمكن أن تثبت قبل أن يحدد تيار المستقبل موقفه النهائي من الانتخابات ويحسم دخوله المعركة من عدمه، كونه تياراً وازناً وله حضور أساسي في الساحة الصيداوية». حتى ذلك الحين، أكد أنه في تشاور دائم لا سيما مع «القوى التغييرية» وسعد الذي التقاه أمس للبحث في إمكانية التعاون الانتخابي سواء ضمن لائحة واحدة أو لائحتين. لكن حسم الجهة التي سيتحالف معها في جزين «رهن بالحسابات الانتخابية وبمدى قبولها صيداوياً». إنما «في كل الأحوال، فإن ميزة صيدا ستكون إنتاج نائبين مستقلين».