«حتى الآن أنا مرشح بالأنفلونزا» يقول النائب السابق نجاح واكيم في اتصال مع «الأخبار»، بعد إصابته بفيروس كورونا قبل أيام، ما أجبره على التزام الحجر في ذروة انشغاله مع رفاقه في «الجبهة الوطنية لإنقاذ لبنان وبناء الدولة» بحسم مصير مشاركتهم في الانتخابات النيابية المقبلة. لكن، مع بداية الأسبوع المقبل، تتبلور الرؤية مع اجتماع أعضاء الجبهة التي تضم حركة الشعب والحزب السوري القومي الاجتماعي وشخصيات وطنية ويسارية. مع ذلك، تموضع واكيم باكراً خلف «دشمة» الجبهة وليس الشخص: «المسألة ليست نجاح واكيم أو أي شخص غيره. وفي حال فرض اسمي وحده، سنقاطع الانتخابات».يصرّ واكيم على تشريح أصل الأزمة اللبنانية في معرض تبريره لإصراره على رفض فوزه وحده بالنيابة في انتخابات 2018 و2022. «انتخابات 2018 هي السبب المباشر للأزمة التي وصلنا إليها. فلماذا ستكون انتخابات 2022 مخرجاً من الأزمة؟ مهما كانت النتائج، فهي لن تخرج لبنان مما هو فيه»، مشدداً على وجود خطر أكبر يلوح من خلف هذه الانتخابات. إذ «لماذا تسعى السفارة الأميركية في لبنان إلى حصد الأغلبية النيابية؟ لتحضير لبنان لحرب أهلية من خلال الإتيان بحكومة تشبه حكومة (فؤاد) السنيورة عام 2005 التي أوصلتنا إلى 5 و7 أيار 2008».
مستعيناً بخبرته من معايشة الحرب الأهلية وانتخاب بشير الجميل رئيساً للجمهورية وتوقيع اتفاق 17 أيار... يعتقد واكيم بأن التصدي للحرب الأهلية الثانية يكون بـ«تشكيل ائتلاف وطني للفوز بكتلة نيابية تقاوم من داخل المجلس النيابي وتتصدى للفتنة والحرب الأهلية». ولهذه الغاية، «درسنا كل الخيارات في حركة الشعب والجبهة، ووجدنا أن الخيار الأفضل هو أن تتوحد مختلف القوى والهيئات اللاطائفية في مواجهة الطبقة السياسية لتغيير الاصطفافات في البلد الذي يشهد انقساماً على كل شيء؛ من الحياد إلى سلاح المقاومة».
سقطت محاولة الوحدة بين أهل البيت الواحد. «البعض صارت لديه ارتباطات أو رهانات»، فانتقل واكيم ورفاقه إلى الخطة ب: الدعوة إلى المقاطعة الشاملة للانتخابات تفرض الذهاب الى مرحلة انتقالية نحو نظام وطني لاطائفي. سقطت المحاولة الثانية أيضاً ولم تلق تأييداً. ولم يبق سوى الخيار الأخير: «البحث في إمكانية التعاون مع عدد من الحلفاء في الترشح بلوائح مشتركة».
منحت الجبهة الحرية لأعضائها بالترشح مع من يرونه مناسباً في مناطقهم. «الزملاء أحرار في تحالفاتهم باستثناء التحالف مع جهات مرتبطة بالسفارة الأميركية»، يجزم واكيم. هل يقتنع بقدرتهم على الوصول في زمن الاصطفافات الحزبية والطائفية والسفارات؟ يقرّ بـ«القدرة الهائلة لقوى السلطة على تجيير الأصوات». لكن ضعف المواجهة لن يجعله يساوم على مطلب تشكيل كتلة وطنية داخل البرلمان. «في 2018، رفضت الحصول السهل على مقعد لي في بيروت بالترشح مع الثنائي الشيعي. وللسبب نفسه، رفضت الدعوة ذاتها أخيراً. لم نتفاهم على تعاون انتخابي لتشكيل كتلة وطنية. وفي حال وافقوا، ساعتها منحكي». سريعاً، ينزّه واكيم «العلاقة بين حزب الله وحركة الشعب عن حسابات الانتخابات. العلاقة دائمة لأنها مرتبطة بأولوية الأولويات أي المقاومة. وما عداها من مسائل خلافية تصبح ثانوية أمامها».
العلاقة مع حزب الله مرتبطة بأولوية الأولويات أي المقاومة وما عداها من مسائل خلافية تصبح ثانوية


التقى واكيم أخيراً نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وآخرين. «عرضت وجهة نظري للانتخابات لأن فرقانة معي الأميركان ألّا يأخذوا الأغلبية». ينفث دخان سيجارته قبل أن يسعل بقوة. «رغم كورونا، لا شيء يفشّ الخلق في هذا البلد إلا السيجارة». يقطع حبل يأسه ويأمل أن «يقتنع حزب الله بتشكيل كتلة وطنية». يقرّ بقوة الحزب الناخبة، «لكننا لا نستجدي مقعداً لأحد من أحد». أمله متوقف على إعلان الاتفاق المبدئي مع الحزب وسواه من القوى المحلية. «سيكون لدينا مرشحون في كل المناطق قد يترشحون على لوائح الحلفاء. لكن إذا فازوا سينضمون إلى كتلة الجبهة الوطنية البرلمانية».
يبدو حزب الله أمل واكيم الانتخابي الأخير. حركة الشعب تبدو وحيدة في نزالها الوطني من دون حلفائها الطبيعيين. «لم نعقد جلسات مع الحزب الشيوعي. لا أعرف لماذا؟ لا توجد علاقة من زمان. والاتصالات مقطوعة منذ مدة مع الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد. أما مواطنون ومواطنات في دولة، فشربل نحاس صديقي، لكن لم نتكلم انتخابات».