بعدَ تكهنات بشأن ما ينوي فعله، بعد انسحاب الرئيس سعد الحريري من الحلبة السياسية والانتخابية، أعلن رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، أمس، أن قرار الحريري لا يلزمه، وطموحه إلى «قضم» جزء من التركة الحريرية، معلناً خوض المعركة الانتخابية، وداعياً السنّة إلى المشاركة ترشيحاً واقتراعاً، مشدداً على «أهمية خوض الانتخابات من قبل جميع اللبنانيين، وعلى وجه الخصوص المسلمين من أهل السنّة، المؤمنين بسيادة لبنان، وإلى عدم المقاطعة بل المبادرة إلى المشاركة الفعّالة، ترشيحاً واقتراعاً، كي يبقى أولئك المؤمنون بلبنان ويستمروا على حقيقتهم، كونهم أهل اعتدال». إعلان السنيورة جاء في مؤتمر صحافي أمس خاطب خلاله خصوصاً المملكة العربية السعودية، لاعباً على وتر عدائها الشديد للمقاومة في لبنان، عارضاً نفسه «قائداً» ووكيلاً للسعودية في المرحلة المقبلة من المواجهة التي تخوضها هي وداعموها ضد حزب الله. فقد حملت الخطوط العريضة التي وضعها للمعركة الانتخابية العنوان الأكثر تأثيراً لدى السعوديين، إذ أشار إلى أن «الأزمة التي يعانيها لبنان، يمكن تلخيصها بأنه لا يمكن إعادة بناء الدولة طالما استمر حزب الله يسيطر على هذه الدولة مستقوياً بسلاحه». كما وجه السنيورة نداء ضمنياً إلى السعوديين بالإشارة إلى أن «جل ما يعانيه لبنان هو نتيجة هيمنة إيران عليه. وهذا ما ترفضه الأكثرية من اللبنانيين، والانتخابات النيابية لن تكون مناسبة فاصلة وفورية للتغيير، ولا سيما مع القانون الأعرج الساري، الذي جرى فرضه على اللبنانيين، لكنها محطة يجب عدم تفويتها». وقد أتى هذا الكلام قبل أن يكشف السنيورة أن ترشحه إلى الانتخابات هو «موضع دراسة».
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن السنيورة استبق مؤتمره بمشاورات مع عدد من نواب المستقبل الذين سيشاركون في الانتخابات للوقوف عند رأيهم. وكان لافتاً الرد غير المباشر للأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري على السنيورة، عبر نشره تغريدة مرفقة بصورة للحريري كتب فيها: «موقفك وحده يمثّلني».